«المسألة الشرقية» مصطلحٌ غربي، ظهر تعبيرًا عن مُجمَل الصراع الذي دار بين الدول الأوروبية والدولة العثمانية منذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، والذي جاء نتيجةً لتَردِّي أوضاع الإمبراطورية العثمانية وزعزعةِ هيمنتها السياسية، في مقابل زيادة أطماع الدول الاستعمارية، التي كانت تنتظر الوقتَ الملائم والوسيلةَ المناسبة لتقطيع أوصالها. وتتضمَّن هذه المحاضرات التي ألقاها «محمد مصطفى صفوت» بأسلوبٍ تاريخي موجَز؛ عواملَ ضعف الدولة العثمانية، وكيف فشلت حركةُ الإصلاح التي قام بها السلاطينُ العثمانيون كمحاولة لإنهاء هذا الوضع المتأزِّم، كما تُبيِّن لنا كيف تطوَّرت الظروفُ السياسية الدولية التي أسفرت عن اندلاع حرب القرم عام ١٨٥٣م بين روسيا وتركيا، وأسباب تدخُّل كلٍّ من إنجلترا وفرنسا لإنهاء الحرب الدائرة، وإبرام معاهَدة باريس عام ١٨٥٦م، التي أعادت للدولة العثمانية هَيبتَها وأبعدت الخطرَ الروسي عنها.
محمد مصطفى صفوت: مؤرِّخٌ مِصري، حصَلَ على الدكتوراه في التاريخِ من جامعةِ لندن، وعملَ أستاذًا مساعدًا للتاريخ الحديثِ بجامعةِ فاروق الأول (جامعة الإسكندرية حاليًّا). قدَّمَ للمَكتبةِ العربيةِ عددًا من الكتُبِ والمؤلَّفات، منها: «مؤتمر برلين ١٧٧٨ وأثره في البلاد العربية»، و«محاضرات في المسألة الشرقية ومؤتمر باريس»، و«السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية»، و«مصر المعاصرة وقيام الجمهورية العربية المتحدة»، و«الاحتلال الإنجليزي لمصر وموقف الدول الكبرى إزاءه». كانتْ وفاتُه عامَ ١٩٦٠م.