يسرد هذا الكتاب وقائع المعركة العسكرية التي جرَت بين الجيش العثماني بقيادة «حافظ عثمان باشا» والجيش المصري بقيادة «إبراهيم باشا»؛ ففي عهدِ كلٍّ من «محمد علي باشا» والي مصر و«محمود الثاني» سلطان الدولة العثمانية، بدأ نوعٌ من التعاون الحربي بين كلٍّ من الدولة العثمانية والدولة المصرية، وكان سببُ التعاون هو بزوغ الفِتن والقلاقل والاضطرابات والثورات التي انتشرت في ربوع الدولة العثمانية، والتي على أثرها استنجد السلطان العثماني ﺑ «محمد علي باشا» ليُخمِدها، وما كان من «محمد علي» إلا أن لبَّى النداء موجهًا الجيش المصري في حملةٍ تحت قيادة ابنه الأمير «طوسون»، متجهًا إلى شبه الجزيرة العربية، وبعدها ضمَّ السودان والشام إلى ولايته؛ وهو ما بثَّ الخوفَ في قلب السلطان العثماني من تنامي نفوذ مصر؛ فكانت موقعة «نزيب» (أو «نسيب») بين الجيشَين، التي تُعد واحدةً من أهم المعارك الحربية التي غيَّرت مسارَ التاريخ الحديث.
عزيز خانكي: مُحامٍ ومُؤرخ مصري حلبيُّ الأصل. وُلد في القاهرة عام ١٨٧٣م، وكان ينتمي إلى طائفة الأرمن الكاثوليك. تلقَّى تعليمَه بالمدرسة الخديوية، وبعد أن تخرَّج فيها التحق بمدرسة الحقوق بجامعة القاهرة، وتفقَّه بالأزهر، وحضر العديد من الدروس التي ألقاها الشيخ «محمد عبده». عمل بالمحاماة، وإليه يعود الفضل في إنشاء نقابة المحامين بمصر، واهتمَّ كثيرًا بتدوين الأحداث؛ فأصدر ما يقرب من أربعين كُتيبًا، وكان يقوم بتوزيعها على القُراء بالمجان. له العديد من المؤلفات القانونية والتاريخية، نذكر منها: «الطعن في الأحكام بطريق النقض والإبرام»، و«الملكية العقارية في مصر»، و«رسائل في الوقف»، و«عشر رسائل في القضاء والتشريع»، و«قضاء المحاكم في مسائل الأوقاف»، و«ما هنا وهناك»، و«الإسكندر الأكبر»، و«خاطرات تاريخية»، و«طرائق تاريخية»، و«نابليون ومحمد علي»، و«أحاديث عمرانية اجتماعية تشريعية»، و«شئون مصرية»، و«خمسة أعوام في شرق الأردن»، و«المحاماة قديمًا وحديثًا» وقد كتبه بالاشتراك مع ابنه «جميل خانكي». وتُوفِّي في القاهرة عام ١٩٥٦م.