كان فتحُ القسطنطينيةِ حَدثًا من الأحداثِ العظيمةِ في عُمرِ الدولةِ العثمانية، في منتصفِ القرنِ الخامسَ عشرَ الميلادي؛ حيث بلغتْ معه دولةُ الخلافةِ أقصى ازدهارِها، وعاشت أزهى عُصورِها. ومُحرِزُ قَصبِ السَّبْقِ في ذلك هو السلطانُ «محمد الثاني» الذي يَعدُّه المؤرِّخونَ واحدًا من أبرزِ الشخصياتِ التي حوَّلت مَجرى التاريخِ الإسلاميِّ والعالَمي، بتَصدِّيه لآخِرِ فُلولِ الدولةِ البيزنطيةِ في الشرق، وانتزاعِ القسطنطينيةِ عاصمتِهم ومَعقلِهم الأخير. والمؤلِّفُ في هذا الكتابِ يُلقِي الضوءَ على الظروفِ التاريخيةِ والسياسيةِ التي أحاطتْ بذلك السلطانِ القويِّ النجيب، الذي تَولَّى الحكمَ شابًّا لا يُجاوِزُ الحاديةَ والعشرينَ من عُمرِه، واستطاعَ بحنكتِه ودهائِه أن يوطِّدَ دعائمَ إمبراطوريتِه ويواصلَ التوسُّع، محقِّقًا ما عجزَ عنه أسلافُه من فتحِ القسطنطينيةِ وما وراءَها. ويعرِضُ المؤلِّفُ كذلك جوانِبَ من شخصيةِ «الفاتح»، وأسلوبِه في الحُكمِ والإدارة، وانعكاساتِ ذلك على نهضةِ دولتِه وارتقائِها.
محمد مصطفى صفوت: مؤرِّخٌ مِصري، حصَلَ على الدكتوراه في التاريخِ من جامعةِ لندن، وعملَ أستاذًا مساعدًا للتاريخ الحديثِ بجامعةِ فاروق الأول (جامعة الإسكندرية حاليًّا). قدَّمَ للمَكتبةِ العربيةِ عددًا من الكتُبِ والمؤلَّفات، منها: «مؤتمر برلين ١٧٧٨ وأثره في البلاد العربية»، و«محاضرات في المسألة الشرقية ومؤتمر باريس»، و«السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية»، و«مصر المعاصرة وقيام الجمهورية العربية المتحدة»، و«الاحتلال الإنجليزي لمصر وموقف الدول الكبرى إزاءه». كانتْ وفاتُه عامَ ١٩٦٠م.