يُؤرِّخ «النكبات» بشكلٍ موجز للفترات التاريخية التي تعرَّضت فيها سوريا للغُزاة المحتلين لأراضيها عبر العصور. يستعرض الكاتب بالترتيب تلك الأقوام التي دخلت إلى الأراضي السورية المحددة منذ فجر تاريخ البشرية بعلاماتٍ خطَّتْها الطبيعة من رمال وجبال وأنهار وبحار وحدَّت شعبَها، وجعلت منها ممرًّا للمحتلين في فترات التاريخ المتعاقبة، ومَطمعًا للعديد من دول العالم القديم والحديث التي سعت للسيطرة عليها. وتلك الغزوات التي امتدت لقرون جعلت من شعب سوريا مزيجًا فريدًا يجمع بين مكونات هذا الشعب وبين ما اكتسبوه من الشعوب الغازِيَة، فأصبح طابعُ تلك البلاد الحضاريُّ خليطًا من الحضارة الكنعانية والعِبرية والمصرية والآشورية والحِثية والفينيقية والآرامية والكلدانية والفارسية واليونانية والرومانية والتترية، وأخيرًا العربية.
أمين الريحاني: مفكر وأديب، وروائي ومؤرخ ورحَّالة، ورسَّام كاريكاتير لبناني. يُعَد من أكابر دُعاة الإصلاح الاجتماعي وعمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الوطن العربي. سُمِّي ﺑ «الريحاني» لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله. كتب «الريحاني» في العديد من الأجناس الأدبية، كالشعر والرواية والمقال والمسرح والسِّيَر والرحلات والنقد، كما ألَّف في العديد من الحقول المعرفية الأخرى، كالفلسفة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا، ومارَس الرسم والتمثيل. وقد كانت ﻟ «الريحاني» سِيرة نضالية لم يدَّخِر فيها جهدًا في توظيف معرفته الموسوعية ضد الاحتلال الفرنسي، والسعي نحو استقلال لبنان. وقد ظل على دَرْبه المعرفي والنضالي حتى توفَّاه الله عام ١٩٤٠م، بعد أن ترك إرثًا أدبيًّا وعلميًّا ضخمًا.