بعد المصير الذي تلقَّته المَلَكيَّة في «فرنسا»، انطلقت الحملات الفرنسيَّة لمحاربة مضادِّيها والاستيلاء على مَمَالكهم، وفي عام ١٧٩٨م، تَقرَّر شن حملة غزو «مصر» بقيادة «نابليون بونابارت» بهدف ضرب الإمبراطورية الإنجليزية في الشرق، وبعد استيلائه عليها شن «نابليون» عام ١٧٩٩م حملة لغزو بلاد الشام خوفًا من رغبة الدولة العثمانية في استعادة «مصر»، والتي باءت بالفشل وانتهت إلى اتفاقيَّة صُلح عام ١٨٠٠م نُقِضَت شروطها، فاندلعت الحرب من جديد بين جيش «نابليون» وجيش الدولة العثمانية بمساندة «الإنجليز»، وانتهت إلى اتفاقية صُلح جديدة عام ١٨٠١م كان على إثرها انسحاب الجيوش الفرنسيَّة من «مصر» بصورةٍ نهائية. بلغة شعريَّة أقرب إلى العامية منها إلى الفصحى، وببعض المَيْل لتمجيد المُحتلِّ الفرنسي، يسرد «نقولا التركي» حكايات العامَّة عن الحملة الفرنسية على «مصر» و«الشام».
نقولا التركي: شاعر ومؤرخ لبناني. ولد في بلدة «دير القمر» اللبنانية في عام ١٧٦٣م لأسرة يونانية الأصل، وتلقى علومه الأولية ببلاده، ثم سافر إلى مصر وهو شاب، حيث عمل كاتبًا في الحملة الفرنسية، ثم بعد جلاء الفرنسيين عاد إلى لبنان، وعمل في خدمة الأمير اللبناني «بشير الشهابي» كما مدحه بعدة قصائد. أصيب بالعمى في آواخر حياته؛ فكان يملي قصائده على ابنته، وقد ترك بجانب أشعاره عدة مؤلفات هامة في التاريخ نذكر منها؛ «حوادث الزمان في جبل لبنان»، و«تاريخ أحمد باشا الجزار»، و«ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية». توفي في «دير القمر» عام ١٨٢٨م.