ظلَّ العرب الذين يَقطُنون منطقةَ الأحواز العربية (الواقعة اليومَ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية) يَتمتَّعون بما يُشبِه الحُكم الذاتي حتى عام ١٩٢٥م، حين أعلنت إيران سيطرتَها الكاملة على الإقليم. كانت «عربستان» هي آخِر الإمارات التابعة للعرب هناك، وإن كانت سلطاتُها محدَّدة، وتخضع حكومتُها للتدخُّل الخارجي الإيراني؛ فمثلًا كان الجيش محدَّدَ العدد والتسليح، ويلتزم تبعًا لاتفاقيةٍ رسمية بمُساعَدة الإيرانيين في حروبهم ضد أعدائهم، كما ألزمَت حكومةُ الشاه أهلَ عربستان برفع العلَم الإيراني واستخدامه علَمًا رسميًّا لهم، فضلًا عما بذله الإيرانيون من جهود لنشر اللغةِ الفارسية وثقافتِها بين أهل الإمارة العرب، وذلك على حساب اللغة العربية وتراثها. سنقترب من هذه الفترة التاريخية المجهولة، ونسافر في رحلة إلى هذه الإمارة المَنْسية، فنَتعرَّف على تاريخها ومَن حَكَمها، وكذلك أهم مُدنها، خلال صفحات هذا الكتاب الصغير.
عبد المسيح أنطاكي، شاعر وصحفي عربي. «عبد المسيح بن فتح الله بن عبد المسيح بن حنا الأنطاكي» يوناني الأصل، وُلِد عام ١٨٧٤م في مدينة «حلب» بسوريا، تلقى تعليمه الأولي فيها، اتصل بـ «عبد الرحمن الكواكبي» وتتلمذ على يديه. سافر إلى مصر، وقام بجولات سياحية بين بلدان العالم العربي. أصدر جريدة «الشذور» في حلب، ثم جريدة «العمران» في مصر، نَظَم قصيدة طويلة في سيرة الإمام علي سماها "ملحمة"، وله العديد من المؤلفات نذكر منها: «نيل الأماني في الدستور العثماني»، و«النهضة الشرقية»، و«شعراء النصرانية»، و«البيان والتبيين»، و«الدرر الحسان في إمارة عربستان»، و«رحلة عظمة السلطان حسين في وادي النيل». وتوفي بالقاهرة عام ١٩٢٣م.