«في رأسي ضبابٌ كثيف، ولم أعُد أسمع غيرَ وجيبِ قلبي، وحين أحاول الهروب إلى حيث لا أدري، تقف أمامي الجُدُر العارية.» بعباراتٍ مُوجَزة وكلماتٍ بليغة، يُسطِّر لنا «مهيب نصر» هذا الكتابَ المتميز بأسلوبٍ أدبي لا هو بالمعقَّد العسير ولا البسيط اليسير، ويَحوي بين طيَّاته مجموعة من النصوص الأدبية ليست بالقليلة، يُفصِح كاتبنا من خلالها عمَّا يعصف بعقله من أفكارٍ ورُؤًى نابعة من شخصه حيالَ الكثير من الأمور الحياتية، وما يَغمر قلبَه من مشاعر الحزن والأسى والوَحدة والحنين للعودة إلى موطنه. وتنقسم هذه النصوص إلى ثلاثة أقسام ضمائرية: «أنا، وأنتَ/أنتِ، ونحن»، وفيها يُحدثنا عمَّا يدور بخاطره عن نفسه، وعن أحوال الإنسان ومَعيشته، ويُبدي آراءه حول مُختلِف أوضاعنا الفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية، وما آلت إليه في زمننا الحالي.
مهيب نصر: كاتبٌ وروائي يَمَني، له اهتمامٌ بالفلسفة والفكر، وطُبع له العديد من الأعمال الأدبية والفكرية. وُلد «مهيب نصر» عام ١٩٨٨ بمحافظة الضالع باليمن، وتدرَّج في مستويات التعليم حتى حصل على بكالوريوس القانون من الجامعة الأمريكية بالإمارات، كما اجتاز العديدَ من الدورات التدريبية في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. ﻟ «مهيب نصر» العديدُ من المؤلَّفات، منها: «العاطلون عن الحياة»، و«ثورة الوعي»، و«الزنى بالكلمات»، و«الكفر يضحك من إسلامنا».