«كانت تضمُّ حكايات كانتربري الكثيرَ من القصص التي تَفضح نِفاق بعض رجال الدين، الذين يَتظاهَرون بالورَع والتقوى كي يَقضوا حاجاتِهم الشخصيةَ وشَهَواتهم، مثل قصص «الراهب الجوَّال» و«بائع صكوك الغفران». وثمةَ حكاياتٌ في هذا الكتاب تُماثِل تمامًا حكاياتٍ موجودةً في «ألف ليلة وليلة».»تُلقِي حكايات «ألف ليلة وليلة» بظِلالها على الأدب الغربي، فتَمنحه سِحرًا شرقيًّا خلَّابًا، يَتجاوز المكان والزمان ليَتربَّع على عرش الأدب العالمي؛ حيث كانت «ألف ليلة وليلة» هي المنهل الأول الذي استقى منه كُتَّابُ الغرب حكاياتِهم، وهي البوصلة الأولى نحوَ خيالٍ جامح لا حدودَ له، ويُمكِننا تلمُّسُ ذلك في الكثير من الأعمال الأدبية الغربية مثل روايةِ «النائم يستيقظ» للكاتب «هربرت جورج ويلز» وهي المستمدة من حكاية «النائم اليَقظان» في «ألف ليلة وليلة»؛ وروايةِ «البحث العظيم»، وفيها يَستمدُّ «ويلز» صورًا من «ألف ليلة وليلة» ليصوِّر قُدرةَ العجائب على تشكيل الحياة وتنظيمها على نحوٍ لا يُوفِّره الواقع؛ ورواية »فنجانز ويك« التي صوَّر فيها «جيمس جويس» الحياةَ الليلية ببراعةٍ فائقة بفضلِ اطِّلاعه على الأدبيات العالمية التي تَتناول حياةَ الليل، وعلى رأسها ليالي «ألف ليلة وليلة».
ماهر البطوطي: مُترجِم الروائع الأدبية. وُلد «ماهر البطوطي» في محافظة طنطا، وانتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية؛ حيث درس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة. شغلت الترجمة حيزًا كبيرًا من حياته؛ حيث عمل ملحقًا ثقافيًّا في إسبانيا، وهو ما أتاح له الاطِّلاع على الآداب الإسبانية. ثم انتقل إلى نيويورك منذ عام ١٩٧٨م، حيث عمل مترجمًا ومحررًا في الأمم المتحدة، حتى تَقاعَد. تَنوَّع إسهامه الأدبي ما بين الترجمة والتأليف، فتَرجَم عن «فدريكو جارسيا لوركا»، و«ميجيل أنخيل أستورياس»، و«نيرودا»، و«جيمس جويس»، فضلًا عن مؤلَّفاته التي أَثْرت المكتبة العربية، ومنها مذكراته «الجيل الرائع: وقائع حياة بين الكتب والفن»، وكتابه «قاموس الأدب الأمريكي»، و«الرواية الأم» الذي تَعرَّض فيه ﻟ «ألف ليلة وليلة» التي تأثَّر بها الكثير من الآداب العالمية. يقول «ماهر البطوطي» عن الترجمة إنه يترجم ما يحب؛ لذا فإن ترجماته لها صدًى كبير في نفوس القراء، ولا يزال قادرًا على إثراء الحياة الأدبية والثقافية بما يكتبه ويترجمه.