««إطعم الربيع وبيِّتْ في الصقيع.»يُضرَب لوجوبِ إطعام الحيوانات من أعشاب الربيع كي تَقوى ويَشتدَّ عودُها.»يُعَد التراث الفلسطيني الذاكرةَ التاريخية اليقينية التي تحمي الهُوِية الفلسطينية من الطمس المتعمَّد الذي يقوم به الكِيان الصهيوني بصورةٍ يومية. وكلُّ إسهامٍ ثقافي من شأنه الحفاظُ على هذه الذاكرة، وعلى الهُوِية، وعلى التراث الفلسطيني؛ هو بالأساس مقاوَمةٌ لعمليات الطمس والتهويد. ويُعَد الكتاب الذي بين أيدينا عمليةَ مُقاوَمة أراد بها الكاتب الحِفاظَ على إحدى صور التراث، وهي الأمثالُ الشعبية الفلسطينية التي تُعَد مِرآةً صادقة لحكمة الشعوب، ومستودعًا للعادات والتقاليد، وخلاصةً للتجارب الإنسانية، واختزالًا للخبرات الفردية والجماعية، كما أنها أصدقُ شيءٍ يُعبِّر عن أخلاق الأمة وتفكيرها وعقليتها، وتُصوِّر المجتمعَ وحياته وشعوره أتمَّ تصوير. وقد أدرك الباحث الجاد «توفيق السهلي» هذه الأهمية، فعكَف على جمعِ أكبرِ قدرٍ ممكن من هذه الأمثال وتوثيقها وتبيان معانيها، فجاء عمله موسوعيًّا ومتكاملًا.
محمد توفيق السهلي: باحثٌ في التاريخ والتراث الشعبي، وله العديد من الدراسات والبحوث المنشورة ورقيًّا وإلكترونيًّا، ويكتب القصةَ القصيرة. وُلد «السهلي» في عام ١٩٤٠م في قرية «بلد الشيخ» في حيفا الفلسطينية، وهُجِّر مع أهله إلى صيدا بلبنان في عام ١٩٤٨م إثرَ الاحتلال الصهيوني، ثم إلى قرية «المزَّة» بدمشق، حيث حصل على الشهادة الابتدائية في عام ١٩٥٤م، لكنه ترك الدراسة بعد حصوله على الشهادة الإعدادية ليَعُول أسرتَه، ثم استكمل دراسته من خلال التعليم الحر ليحصل على الشهادة الثانوية في عام ١٩٦٢م. حصل «السهلي» على الإجازة في التاريخ من جامعة دمشق في عام ١٩٧٠م، وعمل في الصحافة لأكثر من ثلاثين عامًا، حتى أصبح سكرتيرَ تحريرِ مجلة «صوت فلسطين» الدمشقية في الفترة بين ١٩٨٠م و٢٠٠٥م، وهو عضو في اتحاد الكتَّاب والصحفيين الفلسطينيين منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين. يُركِّز «السهلي» في دراساته على التراث الشعبي الفلسطيني، فقد أصدر في عام ١٩٨٦م بالاشتراك مع الباحث «حسن الباش» كتابًا بعنوان «المعتقَدات الشعبية في التراث العربي»، وفي عام ٢٠٠٢م أصدر «موسوعة المصطلحات والتعبيرات الشعبية الفلسطينية»، و«موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية»، ويعكف منذ سنوات على إعدادِ «معجم اللهجة العامية الفلسطينية»، وله أيضًا العديد من الدراسات والبحوث المنشورة في المجال عينه. ويهتم «السهلي» أيضًا بالأدب والقصة القصيرة؛ إذ أصدر مجموعتَين قصصيتَين بعنوان «أحلام مُحرَّمة» في عام ١٩٩٨م، و«الحُلم المسروق» في عام ٢٠٠١م.