شوقي: صداقة أربعين سنة

شوقي: صداقة أربعين سنة

شوقي: صداقة أربعين سنة

شكيب أرسلان

٨٨,٠٩٢ كلمة

«أحمد شوقي»؛ اسمٌ لا يحتاج إلى تعريفنا المتواضع؛ فهو قامة أدبية كبرى لسنا بصدد التعريف بها، إنما نعرض لصداقةٍ خاصة جمعت بينه وبين الأديب القدير «شكيب أرسلان». هكذا تأخذ القارئَ متعةٌ خاصة حين يقرأ ما كتبه أديبٌ عن أديب، يتنزَّل حينها الشاعر المتفرد من مقامه المقدس البعيد إلى حيِّز صداقةٍ محتملة مع قارئه؛ ففي الكتاب الذي بين أيدينا سنجد، إلى جانب متعة قراءة شعر «أحمد شوقي» الذي عرضه «شكيب أرسلان» في مُختلِف المناسبات، بعضًا من حكايات صداقتهما، وحوادثَ عديدة جمعت بينهما كرفيقَين في دَرب واحد، تأخذ الحياة مجراها بينهما فيبتعدان تارةً ويقتربان أخرى، إلا أن ما يجمعهما يظل أقوى من الجَفوة والخصومة. حكايةُ أربعين عامًا من الصداقة، تُحكى بسلاسةٍ شائقة ستُمتعك قراءتُها.

تحميل كتاب شوقي: صداقة أربعين سنة

تاريخ إصدارات هذا الكتاب

صدر هذا الكتاب عام عام ١٩٣٦.

محتوى الكتاب

مقدمة زيارتي الأولى لمصر أول ما قرأت لشوقي اجتماعنا الأول في باريس صداقة ومكاتبات معارضات صنعة الشعر وإبداع شوقي فيها انصراف شوقي إلى الشعر القول في مدح الأمراء والملوك عِفَّة لسان شوقي وبُعده عن الهجاء شوقي في بداية أمره نموذج من رسائل شوقي شوقي في سورية جَفْوة لا سبب لها اجتماع بعد انقطاع حفلة السوق الخيريَّة سَفَر المؤلِّف إلى حرب طرابلس لقاء في باريز بعد الحرب العامة شوقي واليازجي عود إلى شوقي الوداع الأخير رأي المؤلف في أشعر الشعراء قُبَيل وفاة شوقي مَن الذي راضَ شوقي وحافظًا في الشعر أماثيل من شعر شوقي

عن المؤلف

شكيب أرسلان: كاتبٌ وأديبٌ ومفكرٌ عربيٌّ لبناني. لُقِّبَ بأميرِ البيان؛ لغزارةِ إنتاجِه الفكري. كان كثيرَ التَّرحال؛ حيثُ تنقَّلَ بينَ العديدِ من البُلدان، والتقى بالعديدِ من أعلامِ وأدباءِ ومُفكِّري عصرِه، وله الكثيرُ من الإسهاماتِ الفكريةِ والأدبيةِ والسياسيةِ التي جعلتْهُ أحدَ أفذاذِ عصرِه. كما اعتُبِرَ واحدًا من كبارِ المفكِّرين ودُعاةِ الوحدةِ الإسلامية. وُلدَ «شكيب أرسلان» عام ١٨٦٩م، بقريةِ الشويفاتِ قُربَ بيروت، وتأثَّرَ بعددٍ كبيرٍ من أعلامِ عصرِه ممَّن تتلمذَ على أيدِيهِم أو اتصلَ بهم في مراحلَ متعددةٍ من حياتِه، كأساتذتِه «الشيخ عبد الله البستاني» و«الدكتور كرنليوس» و«أحمد فارس الشدياق»، كما تعرَّفَ إلى «أحمد شوقي» و«إسماعيل صبري»، وغيرِهما من أعلامِ الفكرِ والأدبِ والشعرِ في عصرِه. وقد أجادَ أرسلان عدةَ لغات، هي: العربيةُ، والتركيةُ، والفرنسيةُ، والألمانية. أمضى «شكيب أرسلان» قسطًا كبيرًا من عُمرِه في الرِّحلات، فقامَ برِحلاتِه المشهورةِ من لوزان بسويسرا إلى نابولي في إيطاليا، إلى بورسعيد في مصر، واجتازَ قناةَ السويس والبحرَ الأحمرَ إلى جدَّةَ ثم مكَّةَ المُكرَّمة. وكان يُسجِّلُ في هذه الرحلةِ كلَّ ما يراه ويُقابلُه. قضى «أرسلان» نحوَ ستينَ عامًا في القراءةِ والكتابةِ والخَطابة، ومن أشهرِ مؤلَّفاتِه: «الحُلل السُّندسية»، و«لماذا تأخَّرَ المسلمون وتقدَّمَ غيرُهم؟»، و«الارتسامات اللِّطاف»، و«تاريخ غزوات العرب». كان «أرسلان» لا يثقُ بوعودِ الحُلفاءِ للعرب، حيث حذَّرَ من استغلالِ الأجانبِ للشِّقاقِ الواقعِ بين العربِ والأتراك للقضاءِ على الدولةِ العثمانيةِ أولًا، ثم تقسيمِ البلادِ العربيةِ بعدَ ذلك. وهو ما حدَثَ بالفعلِ حينما تنكَّرَ الأتراكُ للخِلافةِ الإسلاميةِ عقبَ الانقلابِ الأتاتوركي، واتجهوا إلى العلمانية، وقطعوا ما بينَهم وبينَ العروبةِ والإسلامِ من صِلات. حينها اتخذَ «أرسلان» موقفًا آخَر؛ حيث بدأَ يدعو إلى الوحدةِ العربية، وكان من أشدِّ الناسِ فرحًا حين أُسِّستِ الجامعةُ العربيةُ عامَ ١٩٤٥م. ولمَّا وَضعتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ أوزارَها، عادَ «أرسلان» إلى وطنِه أواخرَ عامِ ١٩٤٦م، وما لبثَ أن تُوفِّيَ بعدَ حياةٍ حافلةٍ بالعَناءِ والكفاح.