يستعرض سلامة موسى في هذا الكتاب الأدب الإنجليزي الحديث ونقده، والذي يمتد تاريخيًا منذ العصر الفيكتوري الذي يتسم بالجمود — برأي الكاتب — حتى العصر الحديث الذي يشكل برأيه تجديدًا وثورةً على التقاليد الفيكتورية. وذلك بفضل الطبيعة الجدلية التي أقامها الأدب الإنجليزي مع واقعه بحيث اشتبكت نصوص الأدباء الإنجليز مع واقعهم الاجتماعي أكثر من اشتباكها نظائرها من النصوص الأخري. ويرجع السبب في مثل هذه الطبيعة الجدلية إلى الرؤية البراجماتية النفعية السائدة في المدارس الفلسفية الإنجليزية والتي واكبت مظاهر الثورة الصناعية وازدهار الاقتصاد البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهو ما انعكس تأثيره علي المدارس الأدبية والنقدية آنذاك.
سلامة موسى: مفكر مصري كبير، وأحد أهم المؤثِّرين في الفكر العربي والمصري في القرن العشرين، ويَعُده الكثيرون أول مَن دعا للاشتراكية في الوطن العربي. وُلد «سلامة موسى» عام ١٨٨٧م بإحدى قرى الزقازيق، والتحق بالمدرسة الابتدائية القبطية، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة التوفيقية، ثم المدرسة الخديوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٣م. أتاحت له فترة الإقامة في فرنسا (١٩٠٦–١٩٠٩م) التعرُّف على رموز الفكر والفلسفة في أوروبا، فاطَّلع على أعمال «ماركس» و«فولتير»، وتأثَّر تأثرًا كبيرًا ﺑ «نظرية التطور» (أو «النشوء والارتقاء») وبصاحبها «تشارلز داروين»، كما اطَّلع خلال سفره على آخِر ما توصَّلت إليه علوم المصريات، ثم انتقل إلى إنجلترا لدراسة القانون. انضمَّ إلى جمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، وفيها تعرَّف على المفكر الكبير «جورج برنارد شو». عاد إلى مصر عام ١٩١٠م، وأصدر كتابه «مقدمة السوبرمان» الذي كان أول نافذة يتعرَّف من خلالها المجتمعُ الثقافي المصري عليه، ثم كان كتاب «نشوء فكرة الله» الذي نقل فيه أفكار الكاتب الإنجليزي «جرانت ألين» ونقْدَه للفكر الديني. ﻟ «سلامة موسى» أكثر من أربعين كتابًا، من أهمها: «أحاديث الشباب»، و«أحلام الفلاسفة»، و«الإنسان قمة التطور»، و«الاشتراكية»، و«المرأة ليست لعبة»، و«حرية الفكر وأبطالها في التاريخ»، و«غاندي والحركة الهندية»، و«مصر أصل الحضارة»، و«نظرية التطور وأصل الإنسان»، و«هؤلاء علَّموني». تُوفِّي «سلامة موسى» في القاهرة عام ١٩٥٨م.