«الفن — الرواية والقِصة على وجه التحديد — عالمي الذي أُوثِره بكل الود، أتمنَّى أن أُخلِص لهما، تجرِبةً وقراءةً ومحاوَلات للإبداع، دونَ أن تشغلني اهتماماتٌ مغايِرة، لكن الإبداع في بلادنا لا يؤكِّل عيشًا.»يُعَد هذا الكتاب ثمرةَ حياةٍ أدبية وفنية وإبداعية حافلة، قضاها «محمد جبريل» قارئًا نهِمًا ينهل من عيون الأدب العربي والغربي قديمه وحديثه، وكاتبًا متعدِّد المواهب ومتنوِّع الإصدارات، وناقدًا له آراؤه وملاحظاته الدقيقة والثاقبة؛ ومن هنا يقدِّم هذا الكتاب تجرِبةً إبداعية متكاملة، في صورةِ مقالاتٍ متنوعة نشَرها «جبريل» منفصلةً في مناسَبات مختلفة؛ فهو تارةً يُدلِي بشهادته حول روايته الأولى «الأسوار»، وتارةً يَسطُر ملاحظات حول فنَّي القصة والرواية، وفي مقالاتٍ أخرى يسأل أسئلة مهمة عمَّا يريده الكاتب، وعن الواقعية السحرية، وسببِ استلهام الكُتَّاب قِصصَهم من التراث، ويدرس العلاقة بين القارئ والكاتب، وبين الصحافة والأدب، فضلًا عن موضوعاتٍ أدبية أخرى يخرج فيها من ضِيق الخاص إلى سَعة العام، ويطرِّزها بمقتطَفاتٍ من تجارِب كِبار المبدعين وآرائهم.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويُعَد أحدَ أبرز الروائيين المعاصِرين؛ حيث أثبَت في أعماله الأدبية كفاءةً عالية في السرد القصصي والروائي، ولاقَت أعماله استحسانًا كبيرًا لدى الأدباء والنقاد والقرَّاء في مصر وخارجها. وُلد في عام ١٩٣٨م بمحافظة الإسكندرية، عمل أولًا في الصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة «الجمهورية» عامَ ١٩٦٠م، ثم انتقل إلى جريدة «المساء»، ثم أصبح مديرًا لتحرير مجلة «الإصلاح الاجتماعي» التي كانت تصدر شهريًّا، كما عُيِّن خبيرًا بالمركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير في عام ١٩٧٤م، وعُيِّن مديرًا لتحرير جريدة «الوطن» العمانية في عام ١٩٧٦م، فضلًا عن عضويته في اتحاد الكُتَّاب المصريين، وجمعية الأدباء، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب. إلى جانب عمله الصحفي الذي تميَّز به، كان شَغُوفًا بالعمل الأدبي أيضًا؛ حيث ألَّف العشرات من المجموعات القصصية والروايات التي اتَّسمَت بطابعها التاريخي والسردي والتراثي، وتُرجِم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية، وكانت له مشارَكات فعَّالة في عددٍ من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية، داخل مصر وخارجها، ونالت بعض أعماله شهاداتٍ وجوائزَ تقديريةً مرموقة، فحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام ١٩٧٥م، ونال وِسامَ العلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى عام ١٩٧٦م، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٢٠. ومن أعماله الأدبية البارزة: «تلك اللحظة»، و«الأسوار»، و«هل»، و«قاضي البهار ينزل البحر»، و«اعترافات سيد القرية»، و«زهرة الصباح»، و«الشاطئ الآخَر»، و«برج الأسرار»، و«حارة اليهود»، و«البحر أمامها»، و«مصر في قصص كُتَّابها المعاصِرين»، و«كوب شاي بحليب»، وغير ذلك الكثير، فضلًا عن المقالات والدراسات الأدبية والسِّيَر الذاتية.