«أمَّا الجملة الافتتاحية الشهيرة لرواية «فورد مادوكس فورد»، فهي حيلةٌ واضحة لجذب اهتمام القارئ؛ إذ هو يكاد يَجذبنا بها من ياقاتِنا إلى داخل القِصة، ولكن على الفور يَغمر القِصةَ شيءٌ غامض وغير مباشِر، وهما صفتان من الصفات التي تتَّسم بها الحداثة.»تُعَد الروايةُ أحدَ أهم الفنون الأدبية الحديثة، ولكن هل سألتَ نفسك يومًا وأنت تُطالع إحدى الروايات كيف يُصاغ هذا الفن؟ وهل له أسسٌ أم أنَّ لكلِّ كاتبٍ قواعدَه الخاصة؟ أو كيف يصبح الكاتب روائيًّا محترفًا؟ وما الأدوات التي تُمكِّنه من ذلك؟ أسئلةٌ كثيرة حول هذا الفنِّ السردي، الذي يحظى بانتشار واسع بين مختلِف القرَّاء، يُثيرها هذا الكتاب، ويعرض الكثيرَ من الأمثلة عليها؛ فعلى سبيل المثال، في حديثه عن البداية يتساءل كيف تبدأ الرواية؟ ثم يُعرِّج إلى الحديث عن عامل التشويق، موضِّحًا أن الرواياتِ سردٌ يجذب اهتمامَ جمهوره عن طريق إثارة الأسئلة، كما يسلِّط الكتابُ الضوءَ على أسلوب كتابة أسماء الشخصيات لدى الكُتَّاب، وغيرها من تقنيات كتابة الرواية، وأشكالها المتعددة، مع ذِكر نماذجَ لروائيين عالميين، مثل «وليم ماكبيس» و«سكوت فنتزجيرالد».
ديفيد لودج: ناقدٌ أدبيٌّ وروائيٌّ وأكاديمي بريطاني، اشتهر برواياته الساخرة والناقدة لكثيرٍ من ظواهرِ المجتمع البريطاني. وُلد «ديفيد جون لودج» في لندن عام ١٩٣٥م، ونشأ في عائلة رومانية كاثوليكية، وفي سنٍّ مبكِّرة طوَّر اهتمامًا بالأدب دفعه إلى الالتحاق بكلية لندن الجامعية عام ١٩٥٢م، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، ثم على ماجستير الفنون في عام ١٩٥٩م، ثم عمِل أستاذًا للأدب الإنجليزي في جامعة برمنجهام إلى أن قرَّر التقاعدَ ليتفرَّغ للكتابة عام ١٩٨٧م. كتب أكثرَ من عشرين رواية، حرصَ فيها على إبرازِ توتُّرات المجتمع البريطاني في مرحلةِ ما بعد الحرب، وتعقيداتِ التقاليد الدينية الكاثوليكية، ومفارقاتِ الحياة الأكاديمية وعُقمِ الروتين فيها، بحسٍّ ساخرٍ وأسلوبٍ عذْبٍ وخيال مُجنَّح، ومن أبرزِ هذه الروايات: «أخبار الفردوس»، و«علاج»، و«حقائق منزلية»، و«أيها المؤلف»، بالإضافة إلى ثلاثيته «الحرم الجامعي» التي تُعَد أفضلَ أعماله وهي على الترتيب: «تغيير الأماكن»، و«عالَم صغير»، و«عمل جميل». وأيضًا كان له العديد من المؤلَّفات المهمة في النقد الأدبي والنظرية النقدية، منها: «لغة الخيال»، و«الروائي على مفترَق الطرق»، و«الفن الروائي»، و«ما بعد باختين». حاز العديدَ من الجوائز الأدبية المرموقة والدرجات الفخرية، على رأسها: وسام الفنون والآداب الفرنسي من وزارة الثقافة الفرنسية عام ١٩٩٧م، ورتبة الإمبراطورية البريطانية مع لقب فارس عام ١٩٩٨م.