جَمَعَ «حسن صلاح الجداوي» مُخْتاراتٍ مِن قَصائِدَ كَتَبَها الشَّاعِرُ «أحمد زكي أبو شادي» في دِيوان «زينب»، شَمَلَ مَجْموعةً مُتمَيِّزةً مِن أَرَقِّ الأَشْعار. تَحتَ عُنوانِ «زينب: نَفَحاتٌ مِن شِعْرِ الغِنَاء» نُشِرَتْ هذِهِ القَصائِدُ الَّتي وَصَفَها النُّقَّادُ بأنَّها تُدخِلُ القارِئَ في حَالةٍ مِنَ التَّمتُّعِ برَوْعةِ العَواطِف، ودِقَّةِ المَعانِي، وسَلامةِ الذَّوْق، وعُمْقِ الإِحْساسِ الصَّافِي، وخِفَّةِ الرُّوح، وحُبِّ الفَن، وكِياسَةِ التَّعْبِير، ودِقَّةِ التَّصْوِيرِ الَّتِي جَعَلَتْ مِنَ القَصائِدِ لَوْحَاتٍ فَنيَّةً وكأنَّها مَرْسُومة. تِلكَ الصِّفاتُ الَّتي اتَّصَفَ بِها شِعْرُ «أحمد زكي أبو شادي» قَد تَجَلَّتْ في هَذَا الدِّيوانِ الَّذِي كتَبَه في فَتْرةِ شَبابِه الأُولَى، وكانَ أَبْرَزَ مَا تَميَّزتْ بِه قَصائِدُ هَذا الدِّيوانِ الذَّوْقُ المُوسِيقيُّ الَّذي جَعَلَهُ يُصَنَّفُ تَحتَ الشِّعْرِ الغِنَائِي، لِمَا فِيهِ مِن سَلَاسةٍ مُتَدَفِّقةٍ مَسْكُونةٍ بِرُوحِ التَّجْدِيدِ الَّتي كانَتْ قَد خَبَتْ في الحِقْبةِ الأَدَبيَّةِ السَّابِقةِ عَلى «أحمد زكي أبو شادي» الَّتي غَلَبَتْ عَلَيْها مُحاكَاةٌ مَحْضَةٌ للشِّعرِ العَرَبيِّ القَدِيم.
أحمد زكي أبو شادي: شاعِرٌ وطَبِيبٌ مِصري، وعَلَمٌ من أَعلامِ مَدرسةِ المَهجَرِ الشِّعريَّة، ورائِدُ حَركةِ التَّجديدِ في الشِّعرِ العربيِّ الحَدِيث، وإليه يُعزَى تَأسيسُ مَدرسةِ «أَبولُّو» الشِّعريةِ التي ضَمَّتْ شُعراءَ الرُّومانسيَّةِ في العَصرِ الحدِيث. خلَّفَ للميدانِ الأدبيِّ إِرثًا أدبيًّا ضَخمًا، وصدرَ لهُ عددٌ كبيرٌ مِنَ الدَّواوِين، مِنها: «الشَّفَق الباكِي»، و«أَشِعة الظِّلال»، و«فوقَ العُباب». ولهُ مُؤلَّفاتٌ مَسرحيةٌ تَمثيلية، مِنها: «مَسْرحية الآلِهة»، و«إخناتون»، و«فِرعَون مِصر». وقدْ وافَتْه المَنِيَّةُ في واشنطن عامَ ١٩٥٥م.