كانت حياةُ المُغامِر والمحتال الظريف «حافظ نجيب» أشبهَ بقصص الروايات البوليسية من نوع «أرسين لوبين» و«روكامبول» وسواهما، فمغامراتُ «نجيب» المدهشة التي تناقَلتها الصُّحف المصرية في بدايات القرن العشرين كانت بالفعل عسيرةَ التصديق، بل إن بعضها لم يستطِع البوليس المصري (آنذاك) أن يكتشفها؛ فاللص ليس بالشخص العادي، بل هو شخصٌ مُثقَّف شديد الذكاء يُجيد عِدة لُغات، ويَحذق التنكُّر؛ فمرةً هو أميرٌ عثماني مُوفَد من «الباب العالي» لتسليم الرُّتَب والنياشين، وأخرى هو راهبٌ مسيحي طيِّب يعيش لفترةٍ بأحد الأديرة دون أن يكتشف شخصيتَه أحد، بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات التي انتحلها «نجيب» ليقوم بسرقاته الجريئة التي لم تَخلُ أحداثُها من الظَّرْف والطَّرافة.
جورج طنوس: أديب وصحفي مصري. ولد طنوس بمدينة الإسكندرية في عام ١٨٨٠م، حيث تلقى تعليمه بمدارسها، وقد استهوته الصحافة منذ بداية شبابه فعمل مراسلًا ﻟ«جريدة المقطم» بالإسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة، فعمل في عدة صحف يومية وشارك في تحرير بعض المجلات الأدبية حتى استقر بأسرة تحرير «جريدة الأهرام». لطنوس بعض القصائد الشعرية القليلة المتميزة، وكذلك له بعض الكتب من أهمها تسجيله لمغامرات المغامر واللص «حافظ نجيب» في أكثر من كتاب. توفي طنوس بالقاهرة في عام ١٩٢٦م.