«العالَم متحرِّك، والعلمُ والأدب نتيجةُ هذا التحرُّك.» هذه العبارةُ هي المحور الرئيس لهذا الكتاب، يحرِّك المؤلِّف طِبقًا له بُوصلةَ الدارس لِلُّغة العربية لتشيرَ إلى طُرقٍ جديدة عصرية. شُغِل الأدباء والنُّقاد العرب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بإعادة النظر في طُرق دراسة الأدب العربي، وتطبيقِ الأساليب البلاغية التقليدية على اللغة المعاصرة مكتوبةً ومَحكية، مهمومين بالحفاظ على اللغة العربية في مَصافِّ اللغات الحية، مستوعبةً مُتغيِّراتِ العصر ومفرداته الجديدة التي أفرزَتها الثوراتُ العلمية والفكرية والمادية. هذه النزعة التقدُّمية هي المحرِّك الذي دفع «أحمد ضيف» لتأليف هذا الكتاب القَيِّم، إسهامًا منه في إرساء تلك الرؤية الحداثية الرصينة لِلُّغة، التي هي في جوهرها وأهدافها تحديثٌ معرفيٌّ متكامل، وتطويرٌ لأساليبِ حياةٍ أفضل، وإجابةٌ عن السؤال: «ما الكلامُ البليغ؟ وكيف نمارسه؛ نقوله ونكتبه ونُميِّزه؟»
أحمد ضيف: أكاديمي وأديب مصري. وُلِدَ أحمد علي إسماعيل ضيف بالقاهرة في عام ١٨٨٠م، وقد كان أستاذًا للأدب العربي ﺑ «جامعة فؤاد الأول»، وله مؤلَّفات مهمة، مثل: «بلاغة العرب في الأندلس»، و«مقدمة لدراسة بلاغة العرب» وغير ذلك. تُوُفِّيَ ضيف بالقاهرة في عام ١٩٤٥م.