مُراسَلاتٌ تَحوي خلاصةَ فكرِ كاتبٍ كبير، وبعضًا من أهم أحداث حياته، وأحاديثَ هادئةً مع أصدقاءَ له واكَبوا تلك الأحداث، وقُراءٍ اهتموا بمعرفة المزيد عن كاتِبهم المُفضَّل. هذه المُراسَلاتُ تَبادَلها «مارون عبود» مع بعض أصدقائه من الأدباء، من أمثال: «نور الدين بيْهم» و«عبد الله المشنوق» وغيرهما، تَطرَّقت لأحداثٍ مهمة في حياة الكاتب، ومنها احتراقُ منزله الأشبه بمتحفٍ فني، بفعل الصواعق، فما كان من أصدقائه إلا أن بادَروا بإرسال هداياهم ورسائلهم للتعزية، كما كان لتسمية ابنه «محمدًا»، بالرغم من اعتناقه المذهبَ الكاثوليكي، أثرٌ بالغ في تَوارُد الرسائل إليه، خاصةً تلك التي بَعث بها إليه صديقُه الأديب «أمين الريحاني». هذا بالإضافة إلى مُكاتَباتِ قُراء «عبود» وأسئلتهم له، التي يتضح من خلال أجوبته عنها كثيرٌ من سِماته الفكرية وتوجُّهاته الإنسانية، ولا تخلو قراءتها من المتعة والفائدة.
مارون عَبُّود: رائِدُ النَّهْضةِ الأَدَبيَّةِ الحَدِيثةِ في لبنان، وهُوَ الكاتِبُ الصَّحفِي، والرِّوائيُّ الساخِر، والقَصَّاصُ البارِع، والشاعِرُ الَّذي نَظَمَ الشِّعرَ عَلى اسْتِحْياء؛ فلَمْ يَرِثِ الأَدبُ منهُ سِوى القَلِيل، وهوَ الناقِدُ الَّذي فُلَّتْ سِهامُ النُّقَّادِ أَمامَهُ إِجْلَالًا واحْتِرامًا، والمُؤرِّخُ والمَسرَحِي، وزَعِيمٌ مِن زُعَماءِ الفِكْرِ والفنِّ في العَصْرِ الحَدِيث. نالَ مارون عَبُّود العَدِيدَ مِنَ الأَوْسِمة؛ مِنْها: وِسامُ المَعارِفِ مِنَ الدَّرَجةِ الأُولى، ووِسامُ الاسْتِقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الثَّانِية، وأَثْرى المَكْتبةَ العَرَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ والنَّقْديَّة؛ مِنْها: «نَقدات عابِر»، و«تَذْكار الصبا»، و«زَوَابِع». وَافتْه المَنيَّةُ عامَ ١٩٦٢م.