هي عبارة عن مجموعة من الأقصوصات التي دارت في قرية الكاتب، والتي تتحدث بلسان حال المواقف المألوفة في حياتنا الاجتماعية بأسلوب قريب إلى أفهام العامة، وثيق الصلة بقاموس حياتهم، ومَنْ يقرأ هذه الأقصوصات يجد أنَّ الكاتب ينهل من معين البساطة اللفظية المصبوغة بصبغة الحياة اليومية، وكأنه يقصُّ على قُرائه مشاهدًا من دفتر حياته، بواسطة مداد يحمل حبرًا من واقع الحياة، يكتب به مذكراته في رحاب قريته، بأسلوبٍ ساخر يلخص مأساة الحياة على لسان كلمات يرسم من خلالها الكاتب ملامح الدَّهر وتقلباته، في صورة أقصوصاتٍ استلهمها من وحي قريته التي تفيض بالمعاني الإنسانية.
مارون عَبُّود: رائِدُ النَّهْضةِ الأَدَبيَّةِ الحَدِيثةِ في لبنان، وهُوَ الكاتِبُ الصَّحفِي، والرِّوائيُّ الساخِر، والقَصَّاصُ البارِع، والشاعِرُ الَّذي نَظَمَ الشِّعرَ عَلى اسْتِحْياء؛ فلَمْ يَرِثِ الأَدبُ منهُ سِوى القَلِيل، وهوَ الناقِدُ الَّذي فُلَّتْ سِهامُ النُّقَّادِ أَمامَهُ إِجْلَالًا واحْتِرامًا، والمُؤرِّخُ والمَسرَحِي، وزَعِيمٌ مِن زُعَماءِ الفِكْرِ والفنِّ في العَصْرِ الحَدِيث. نالَ مارون عَبُّود العَدِيدَ مِنَ الأَوْسِمة؛ مِنْها: وِسامُ المَعارِفِ مِنَ الدَّرَجةِ الأُولى، ووِسامُ الاسْتِقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الثَّانِية، وأَثْرى المَكْتبةَ العَرَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ والنَّقْديَّة؛ مِنْها: «نَقدات عابِر»، و«تَذْكار الصبا»، و«زَوَابِع». وَافتْه المَنيَّةُ عامَ ١٩٦٢م.