«نحن الذين نكتب في كينيا، في أفريقيا، في العالَم الثالث … نحن نموذج لكاساندرا الجديدة في العالَم النامي، محكوم علينا بأن نصرخ في وجه الثقافات الاستعمارية الجديدة، ثم نكون مستعدِّين بعد ذلك لدفع الثمن بالسَّجن، والنفي، وربما الموت.»يُعَد هذا الكِتاب وجهًا جديدًا من أوجُه معاناة القارة السوداء؛ حيث يُلقي الضوء على أشكال المعاناة التي يُعانيها الكاتبُ الأفريقي بشكل خاص، وصناعة النشر في أفريقيا بشكل عام؛ فيتحدَّث عن أزمةِ الاعتراف الغربي بالأدب الأفريقي، وإحجامِ الناشرين الغربيِّين عن نشر أعمال أدبية أو أكاديمية لبعض الكتَّاب الأفارِقة، وعن ماهية اللغة التي يجب استخدامها في أعمالهم، والمشكلاتِ المتعلِّقة بالأنظمة الحاكمة، والمجتمع الأفريقي، مثل: انتشار الأمية، وسوء الأوضاع الاقتصادية، ونقص منافذ نشر الكتب وتوزيعها، وتشديد الرقابة على نشر الكتب، وما يترتب على ذلك من سَجن الكتَّاب ونفيهم وإعدامهم. كما يناقش الكِتابُ تجاربَ لبعض الكتَّاب الأفارِقة مع دُور النشر، سواء الأفريقية أو الأجنبية، وما يتعرَّضون له من خداع من قِبَلها.
تشارلز ر. لارسون: كاتبٌ وباحثٌ أمريكي. يُعدُّ أحد رُوَّاد دراسة الأدب الأفريقي بالولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين. وُلِد «تشارلز ريموند لارسون» في عام ١٩٣٨م بمدينة سيوكس بولاية أيوا. تخصَّص في دراسة الأدب الإنجليزي، وتخرَّج في جامعة كولورادو في عام ١٩٥٩م حاصلًا على درجة البكالوريوس، وبعد عامَين، حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي، ثم حصل في عام ١٩٧٠م على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة إنديانا. في بداية مشواره المهني، عمل في تدريس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الثانوية بولاية أيوا، وخلال فترة تجنيده العسكري بأفريقيا، التحق بالعمل في التدريس في إحدى المدارس بجنوب شرق نيجيريا، وذلك في عام ١٩٦٢م، وهناك بدأ اهتمامه بالأدب الأفريقي، وحتى ذلك الوقت، لم يكن يعلم الكثيرَ عن الأدب الأفريقي؛ لأن دراسته لم تكن متاحةً وقتذاك في الولايات المتحدة. بعد حصولِه على الدكتوراه، أصبح أستاذًا في قسم الأدب بالجامعة الأمريكية في واشنطن عام ١٩٧٠م، ثم رئيسًا للقسم في عام ٢٠٠٢م، وقرَّر خلال فترةِ عملِه أن يركِّزَ في مقرراته الدراسية على الأدب الأفريقي، وتعريف الطلاب الأمريكيين بالكُتَّاب الأفارقة. ألَّف وترجم الكثير من الأعمال الأدبية التي سلَّطت الضوء على الأدب الأفريقي بشكلٍ خاص، فضلًا عن أعماله في النقد الأدبي، ومن أبرز كتبه نذكر: «ظلال مبهمة وقصص أخرى من أفريقيا المعاصرة»، و«تحت سماء أفريقية»، و«ظهور الروايات الأفريقية»، و«محنة الكاتب الأفريقي»، و«في الرواية الهندية الأمريكية»، و«الرواية في العالم الثالث»، و«التحيُّز: عشرون حكايةً عن الاضطهاد والتحرير»، و«مستعمرة الحشرات». تُوفِّي «تشارلز ر. لارسون» في عام ٢٠٢١م عن عمرٍ ناهز ٨٣ عامًا.