نسَج «يوزف روت» حكاية إطارية ذات صِبغة شرقية — كما يُوحي العنوان الذي يستدعي بوضوح أجواءَ «ألف ليلة وليلة» — فقدَّم لنا روايةً حديثة واقعية لا تخلو من نبرةٍ تهكُّمية وحِس ساخر من الإمبراطورية النمساوية المجرية وقِيم المجتمع النمساوي خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. تدور أحداث الرواية حول الإغواء والفساد الشخصي والمجتمعي، وتتطرَّق إلى وصف تناقُضات هذا العصر الآخِذ في الاضمحلال.يسافر شاه فارس في زيارة إلى فيينا، رغبةً في التغيير ورؤية بلاد غريبة، بعد أن سئِم من قصره الذي يعجُّ بمئات النساء. وخلال حفل استقباله تقع عيناه على كونتيسة جميلة ومتزوِّجة من كونت يشغل منصبًا مرموقًا في الحكومة النمساوية، فيُعرِب لها الشاه على الفور عن رغبته الملحَّة في قضاء ليلة معها؛ وهو ما يتسبَّب في معضِلة دبلوماسية وأخلاقية، لكن حلَّها لحسن الحظ لدى البارون «تايتنجر»، الضابط بسلاح الفرسان، وهو أيضًا عاشق سابق للكونتيسة قبل زواجها. تُرى ما الحل الذي جاء به البارون؟ وكيف ستجري الأمور بعد ذلك؟
يُوزِف رُوت: وُلِدَ في الثاني من سبتمبر عام ١٨٩٤ لعائلة يهودية في مدينة برودي التابعة آنذاك للإمبراطورية النمساوية المجرية. درسَ الأدب في جامعتَي فيينا وليمبِرج، بدءًا من عام ١٩١٦، شرعَ في نشر نصوصه من القصص القصيرة وبعض القصائد، ونشر روايته الأولى في عام ١٩٢٤. وفي مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين حقق شهرة عالمية بنشر روايتَيه: «أيوب»، ثم «مارش راديتسكي». ومع وصول النازيين إلى السلطة هاجر «رُوت» إلى فرنسا عام ١٩٣٣. تُوفي في السابع والعشرين من مايو لعام ١٩٣٩، مُعْسِرًا وسِكيرًا، ودُفن في منفاه في باريس، عن عُمر يناهز الخامسة والأربعين.