«ووجد لوركا في غرناطة مُتنفسًا أكبر لحياته الشعورية والفنية؛ إذ التقى فيها وجهًا لوجه بآثار الحضارة العربية والإسلامية الباهرة، متمثِّلةً في قصر الحمراء بكل أُبهته ورَوعته، ورياضِ جنَّة العريف الملحَقة به، مما أشعل خيالَ الشاعر وجعله يقارِن بين تلك العظَمة الحضارية لمملكة غرناطة وبين واقع المدينة والأندلس عامة.»يدور هذا الكتاب حول أثَر المكان في حياة الأدباء والفنانين، مثل قاهرة «نجيب محفوظ»، المدينة الحاضنة لعبقريته الروائية الفريدة، والمسرح الكبير لأعماله في الوقت ذاته؛ وتأثير باريس في حياة «فان جوخ»، تلك المدينة التي رسم فيها مجموعة من أبرز لوحاته؛ وأثر مدينة غرناطة على «لوركا»، الذي انتقل إليها في بداية حياته، والتقى فيها بالحضارة العربية والإسلامية، ووجد فيها مُتنفسًا لحياته الشعرية؛ وعلاقة مدينة تاهيتي ﺑ «جوجان» الذي عايَش فيها الحضارةَ البدائية الفطرية، فانعكس ذلك على لوحاته التي اتَّسمت بالطابع العفوي؛ وغيرها من المدن التي ألهمَت الكثير من المبدِعين وتجلَّى أثَرها في أعمالهم.
ماهر البطوطي: مُترجِم الروائع الأدبية. وُلد «ماهر البطوطي» في محافظة طنطا، وانتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية؛ حيث درس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة. شغلت الترجمة حيزًا كبيرًا من حياته؛ حيث عمل ملحقًا ثقافيًّا في إسبانيا، وهو ما أتاح له الاطِّلاع على الآداب الإسبانية. ثم انتقل إلى نيويورك منذ عام ١٩٧٨م، حيث عمل مترجمًا ومحررًا في الأمم المتحدة، حتى تَقاعَد. تَنوَّع إسهامه الأدبي ما بين الترجمة والتأليف، فتَرجَم عن «فدريكو جارسيا لوركا»، و«ميجيل أنخيل أستورياس»، و«نيرودا»، و«جيمس جويس»، فضلًا عن مؤلَّفاته التي أَثْرت المكتبة العربية، ومنها مذكراته «الجيل الرائع: وقائع حياة بين الكتب والفن»، وكتابه «قاموس الأدب الأمريكي»، و«الرواية الأم» الذي تَعرَّض فيه ﻟ «ألف ليلة وليلة» التي تأثَّر بها الكثير من الآداب العالمية. يقول «ماهر البطوطي» عن الترجمة إنه يترجم ما يحب؛ لذا فإن ترجماته لها صدًى كبير في نفوس القراء، ولا يزال قادرًا على إثراء الحياة الأدبية والثقافية بما يكتبه ويترجمه.