طيف ملكي

طيف ملكي

طيف ملكي

قدرية حسين

٦,٢٢٨ كلمة

بينما كانت «قدرية حسين» تطوف أرجاء «طيبة»؛ المدينة المصرية العتيقة، إذ بها تصطدم بخفَّة مع أطياف مَلكيَّة زاهية لم يُفقدها الزمن عنفوانها وحيويتها، على الرغم من عدم نيل كثير منها الاحتفاء الذي تستحق. وحيث كانت قدرية محبَّةً لتاريخ مصر القديمة، وشغوفة كلَّ الشغف بتتبُّع مآثر وأمجاد نسائها على وجه التحديد، فقد أثار إعجابها أن تلك المعابد المهيبة، والأودية القدسية، والعلامات العصية على الزوال، لم يصنعها ملوك الفراعنة فحسب، بل كان هناك حضور عظيم لملكات، نساء حلَّت فيهن روح الوطن، فشيَّدنه بأرواحهن، وحمينه بدهائهن ومكرهن، فهذه الملكة «هاتاسو» أولى ملكات مصر الفرعونية التي كان لها من المنزلة مثلما كان لـ «شجرة الدر» في العصور الإسلامية، وتلك «أهمس-نوفيريتاري» صاحبة الجبروت والسلطان الذي حدا بالمصريين لتنصيبها إلهةً، وهذه سليلة «رمسيس الثالث» تتولى الإمارة الدينية في طيبة.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب

صدر هذا الكتاب عام عام ١٩٢٠.

محتوى الكتاب

كلمات طائف حلم خيالة «أمينتريس» التي صوَّرها البدر

عن المؤلف

قدرية حسين: الأَمِيرةُ الفنَّانةُ البارِعةُ الَّتِي استَلهَمَتْ مِن وَحْيِ رِيشتِها الفَنيَّةِ صُورةً جسَّدَتْ فِيها مَلْحَمةَ نِضالِ بِلادِ الأناضولِ لِتُحْيِيَ شَمْسَ العَرَاقةِ في صَفْحةِ تَارِيخِ الوَطنيَّة، ولَا غَرْوَ فِي ذَلِك؛ فهِي تُتقِنُ التَّصْوِيرَ، وصُنْعَ التَّماثِيل، كَمَا أنَّها مُؤَرِّخةٌ ومُفكِّرةٌ وشاعِرةٌ سَطَّرتْ خَفَقاتِ قلْبِ نِضالِ الوَطَن. وُلِدتْ عامَ ١٨٨٨م، وهيَ كَرِيمةُ السُّلْطانِ حسين كامل ابنِ الخِديوي إسماعيل بن إبراهيم بَاشَا والِي مِصْر، ووَالِدتُها مَلَك حسن طوران الَّتي اشتُهِرتْ في التَّارِيخِ المِصْريِّ بلَقَبِ «السُّلْطانة مَلَك». وقَدْ أفْسَحَ السُّلْطانُ حسين أمام كَرِيمتَيْهِ قدرية وسميحة أُفقَ التَّزوُّدِ مِنَ العُلومِ والفُنون، ومهَّدَ لَهُما طَرِيقَ الحُريَّةِ الصَّحِيحةِ القائِمةِ عَلى دَعائِمِ العِلْم، كَما أذِنَ لَهُما بالسَّفَرِ إلَى أوروبا في سِنٍّ مُبكِّرة؛ فأَتاحَ لَهُما فُرْصةَ التَّعرُّفِ عَلى عَوالِمَ شَتَّى مِن أَنْحاءِ المَعْمُورة. وقَدْ أَظْهرتِ الأَمِيرةُ قدرية اسْتِعدادًا كَبِيرًا للكِتابةِ العِلْميَّةِ والأَدَبيَّة، وأَخْرجَتْ طائِفةً قَيِّمةً مِنَ المُؤلَّفاتِ العَرَبيَّة، والتُّرْكيَّة، والفَرنسِيَّة؛ مِثْل: كِتابِ «طَيْف ملكي»، ومَجْموعةِ «رَسائِل أَنْقَرة المُقدَّسة»، ومِنْ أنْفَسِ مُؤلَّفاتِها كِتابُها «شَهِيرات النِّساء فِي العالَمِ الإِسْلامِي». وقَدْ جَمَعتْ قدرية حسين في كِتاباتِها بَينَ الرُّوحِ الشِّعْريةِ والحِكْمةِ الفَلْسفيَّة، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥٥م.