يتناول هذا الكتاب مقتطفاتٍ شتى من أقوال الخلفاء، والفلاسفة، والحكماء، والزهاد، والأمراء بأسلوبٍ قصصي يخلب لبَّ القارئ، فيذهب به طوعًا إلى احتذاء المثل، وقبول العظات الأخلاقية، والدينية، والعلمية القويمة التي تضمها هذه الأقوال بين ثناياها، وقد وفق الكاتب في استخدامه لكلمة النوادر؛ لأن النادرة لا تطلق إلا على الشيء الفريد الذي يُعجز الأشباه والنظائر لندرته؛ وقد جاءت نوادر هذا الكتاب خير برهان على مكنون اللفظ؛ فكل قصة وضعها الكاتب بين طيات كتابه تختزل بحرًا زاخرًا من بحور الحكم التي تلخص حياة الخطباء، والأمراء، والخلفاء في ومضة تاريخية تجلي معنى النادرة في قصصٍ ببدائع الآيات زاخرة.
إبراهيم زيدان: أَدِيبٌ لبنانِي، شَقِيقُ المُؤرِّخِ والأَدِيبِ وعالِمِ اللُّغَويَّاتِ الشَّهِيرِ جرجي زيدان. وُلِدَ «إبراهيم حبيب زيدان» عامَ ١٨٧٩م ببيروت ونَشأَ بِها، ثُمَّ لحِقَ بأَخِيهِ إِلى القاهِرة. مِن أشْهَرِ أَعْمالِهِ المُستظَرَفاتُ مِنَ النَّوادِر؛ ﻛ «نَوادِر الكِرَام» و«نَوادِر العُشَّاق» و«النَّوادِر المُطرِبة». تُوُفِّي بالقاهرةِ عامَ ١٩٥٦م.