«ثم جاء الجانب المُفزِع للحادث؛ إذ وطِئ الرجل بهدوءٍ جسدَ الطفلة، وتركها تصرخ على الأرض. لن تشعر بشيء عند سماع ما أَرْويه، ولكن مشاهدتي له كانت جحيمًا؛ فلم يكُن الرجل يشبه البَشَر بل يشبه معبودًا هنديًّا لعينًا.»تتناول هذه الرواية مرضَ انفصامِ الشخصية؛ حيث تبدأ ببحثِ المحامي «إترسون» حولَ وصية صديقه الدكتور «جيكل» التي أوصى فيها بانتقال ممتلكاته إلى شخصٍ شرير يُدعى مستر «هايد»، وهو ما يُثير الحيرة؛ لما عُرِف عن «جيكل» من كَونِه شخصيةً تحبُّ الخير وتسعى دومًا إليه، ثم يُفاجأ المحامي بأن «جيكل» هو نفسه «هايد»! كان الدكتور «جيكل» يؤمن بأن الخير والشر بداخل كل إنسان، وأن الظروف التي ينشأ فيها هي الفاعل الأساسي في تغليب أحدهما؛ فوقَع في أزمةٍ نفسية حين بدأ في تقمُّص شخصية الشرير بداخله ليُثبِت لنفسه هذا التناقضَ البشري، ولكن هذا التقمُّص وصَل به إلى مرحلةٍ مَرَضية عجز فيها عن السيطرة على الشخصية الشريرة؛ فيختفي «جيكل» ويحل «هايد» محلَّه!
روبرت لويس ستيفنسون: المولود في ١٣ نوفمبر ١٨٥٠ روائي اسكتلندي، وشاعر، وكاتب مقالات. من أشهر أعماله «جزيرة الكنز» و«المخطوف» و«دكتور جيكل والسيد هايد». لاقى ستيفنسون شهرة أدبية واسعة إبان حياته، ويحتل الآن مرتبة متقدمة بين أكثر الأدباء الذين تترجم أعمالهم.