«لا أوافق، لا أوافق على ما تفعلين. هل تعتقدين أنكِ بالخنوع لما حدث لك يمكِن أن تنأَي بنفسك عن فلاحين مثل إتنجر؟ هل تعتقدين أن ما حدث هنا اختبارٌ تحصُلين، إذا اجتزتِه، على دبلوم وتَصِلين بأمان إلى المستقبل، أم علامة تضعينها على عتبة الباب تجنِّبك الوباء؟ لا يعمل الانتقام بهذه الطريقة، لوسي. الانتقام كالنار؛ كلما قدَّمتِ له أكثر، ازداد جوعًا.»تدور الرواية حول الواقع المجتمعي في جنوب أفريقيا، مُركِّزةً على العلاقة بين البِيض والسُّود والإرث العنصري الذي ما زال لتَبِعاته صدًى مجتمعي، وذلك من خلال شخصية «ديفيد لوريي»، الرجل الأبيض الذي يعمل أستاذًا جامعيًّا بجامعة «كيب». يُتَّهم «ديفيد» بتهمة التحرش بإحدى طالباته، لكنه يرفض الاعتذار بالرغم من اعترافه بالجريمة، فيترك الجامعة ويتوجه للعيش مع ابنته «لوسي» في مزرعتها، ومع شعوره بالوَحْدة والملل يعمل في جمعية تختصُّ بالموت الرحيم للكلاب. ولأن للعار لعنة، فقد حلَّت لعنتُه بابنته من خلال مجموعة من المستوطنين السُّود، يقتحمون المزرعة ويسرقونها ويغتصبون ابنته اغتصابًا جماعيًّا، لكنَّها ترفض إبلاغَ الشرطة عن حادثة الاغتصاب، أو إجهاضَ الطفل الذي حملت به من جرَّاء هذا الاغتصاب، وتقرِّر الاحتفاظ به ليُولَد هجينًا يحمل دماء البِيض والسُّود معًا!
ج. م. كوتسي: روائيٌّ وكاتبُ مقالٍ ومترجِم. يُعَد من أهم الأصوات الروائية في عالمنا المعاصر، وهو أحدُ خمسةِ كتَّاب أفارقة نالوا جائزة نوبل في الأدب. وُلد «جون ماكسويل كوتسي» في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا عام ١٩٤٠م، والتحق بكلية سانت جوزيف الكاثوليكية، ثم حصل على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية واللغويات من جامعة كيب تاون، ودرجة الدكتوراه في اللغويات من جامعة تكساس في أوستن. انتقل إلى أستراليا عام ٢٠٠٢م، واستقر فيها إلى أن حصل على الجنسية الأسترالية في عام ٢٠٠٦م. كان من رموز البِيض المناهِضين للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وقد أثَّرَت نشأتُه في ظل نظام الفصل العنصري في خبراته التي انعكسَت بدورها على كتاباته، فجاءَت رواياته حافلةً بآرائه وإسقاطاته حول العديد من القضايا الحقوقية الدولية، وتجارب الاستعمار، وأنظمة الفصل العنصري، والهُوِيات الثقافية، والاستبداد السياسي، والأنظمة العسكرية. كما تميَّزت رواياته بعُمقٍ فلسفي تأمُّلي كبير، بما حفلَت به من تأمُّلات حول قضايا أخلاقية مركَّبة، وصراعات داخلية ووجودية معقَّدة لدى أشخاص رواياته. كتب العديد من الروايات التي تتناول تجاربَ عايَشها في محيطه الأفريقي، ومنها: «سيد بطرسبرغ»، و«يوميات عام سيئ»، و«أيام الصِّبا»، و«طفولة جيسوس»، و«إليزابيث كستلو»، و«الشباب»، و«فو»، و«عصر «مايكل ك» وحياته»، و«في انتظار البرابرة»، و«العار». وبالرغم من الطابع المحلي لرواياته، فإن بَراعته في تجسيد الحالة الإنسانية، وتأمُّلَه العميق في الأخلاق والسلوك البشري، أَوْصلاه إلى العالمية، فلاقَت رواياتُه رَواجًا واستحسانًا حول العالم، وتُرجِمت إلى لغات عديدة، وهو ما جعله جديرًا بنيل جائزة نوبل في الأدب التي حازها في عام ٢٠٠٣م.