رواية «إيفانهو» للسير «والتر سكوت» هي روايةٌ تاريخية موضوعُها الأساسي هو الفروسيةُ والشرف. تكتسب الروايةُ أهميتَها من تصويرها الكثيرَ من ملامح العصور الوسطى وصراعاتها في مُختلِف نواحي الحياة، الدينية منها والدنيوية. وفيها كذلك من الرومانسية ومَشاهِد النِّزال في مباريات الفرسان ما جعلها روايةً مُشوِّقة حازت إعجابَ أجيالٍ متعاقبة، وما زالت تُقرأ حتى يومنا هذا. تدور أحداثُ الرواية في عهد الملك «ريتشارد الأول»، ملك إنجلترا المُلقَّب ﺑ «ريتشارد قلب الأسد»، حول شخصية البطل «إيفانهو»، المُغرَم بالليدي «روينا»، سليلةِ ملوكِ الساكسون، التي تعيش تحت وصايةِ «سيدريك الساكسوني»، الذي يسعى إلى استعادة الساكسون مُلْكَ إنجلترا بتزويجها نبيلًا ساكسونيًّا، تجري في عروقه الدماءُ المَلكية. وعندما يَعلم الأبُ بحُب ابنه ﻟ «روينا» يَنفِيه ويَحرمه من الميراث؛ فيشارك الابن في الحروب الصليبية إلى جانب «ريتشارد قلب الأسد»، الذي يحاول أخوه «جون» الاستيلاءَ على عرشه في غيابه. وبعد ذلك، يعود «إيفانهو» خُفيةً إلى إنجلترا بصحبة الملك «ريتشارد قلب الأسد» المُتنكِّر. فهل ينجح الفارس «إيفانهو» في استعادة إرثه ومحبوبته؟ وما دورُ «روبن هود» وعصابته في الأحداث؟ وهل سترجع إنجلترا إلى حُكم «ريتشارد قلب الأسد»؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة أحداث هذه الرواية الكلاسيكية الرائعة والزاخرة بالأحداث.
السير «والتر سكوت»: روائي وشاعر اسكتلندي، كان من كتاب الإنجليزية أصحاب الشعبية الكبيرة، حيث فاقت شهرته القارة الأوروبية، ويعد مؤسس الرواية التاريخية، وقد أخرج العديد من الروايات التي تُعَدُّ من عيون الأدب الكلاسيكي الإنجليزي، مثل: «إيفانهو» و«روب روي» وغيرهما من روايات شهيرة لا تزال تُقرَأ إلى الآن. وُلِدَ سكوت في اسكتلندا عام ١٧٧١م لأبوين من الطبقة النبيلة. تعلَّم سكوت القراءة على يد عمته «جيني»، وكانت تحكي له الكثير من القصص والأساطير التاريخية التي شكَّلت وعيه ونمت خياله لتَظهر آثارها واضحة بعد ذلك في أعماله الأدبية. درس سكوت ليصبح محاميًا كأبيه، كما أثارت دراسة الأدب الإنجليزي شغفه حيث درس الكلاسيكيات في الثانية عشرة ﺑ «جامعة إدنبره» وعندما بلغ الحادية والعشرين كان قد أتم دراسة القانون فعمل بالمحاماة دون أن يترك الأدب، فقرأ الكثير من الكُتُب بلغات متعدِّدة كالإسبانية والإيطالية والفرنسية والألمانية واللاتينية، ثم بدأ في نشر أعماله الشعرية عام ١٨٠٢م. ومع زيادة دخله المالي بدأ يتفرغ شيئًا فشيئًا للأدب فأخرج روايته التاريخية فائقة الشهرة «إيفانهو» عام ١٨٢٢م ليلقب بعدها بأبي الرواية الحديثة وليُمنح لقب سير. تمتع سكوت بذاكرة حادَّة واهتم بدراسة التاريخ خاصة مرحلة العصور الوسطى التي عُنيَ بها في رواياته. وكان من أوائل الكُتَّاب الذين أكدوا العلاقة بين الشخصيات والبيئة المحيطة بها. كما مزج في أعماله بين الواقعية واللون المحلي والرومانسية، وتركت أعماله أثرًا واضحًا في أدب القرن التاسع عشر. كانت نفقاته المالية الكبيرة سببًا في إفلاسه؛ مما اضطره لمضاعفه جهوده في التأليف والكتابة ليفي بديونه، ولكن المجهود المتواصل والمضني تسبب في إصابته بالمرض؛ فساءت صحته وتوفي عام ١٨٣٢م عن واحد وستين عامًا.