من بينِ العصورِ العربية، تَميَّزَ العصرُ العباسيُّ الأولُ بازدهارٍ في شتَّى نواحي الحياة، وخاصَّةً في الأدبِ والعِلم، والفلسفةِ والفِقه، والمُوسيقى والفن؛ وهذا ما جعلَه بيئةً خصبةً للإبداع، ومصدرَ وَحيٍ وإلهامٍ لأُدباءِ العصرِ الحديث. وفي هذه الرِّواية الخياليَّة، يعودُ الكاتبُ بالزَّمنِ إلى العصرِ العباسي، مُستخدِمًا شخصياتٍ حقيقيةً كالخليفةِ «أبي جعفر المنصور»، وحفيدِه الأميرِ «إبراهيم بن المهدي». في هذا الإطارِ التاريخي، ووسطَ جوٍّ عربيٍّ ساحر، يعيشُ القارئُ أحداثَ الرِّواية، التي تُوضِّحُ مدى حُبِّ الأميرِ للفنِّ والطرَب، والشِّعرِ والجَمال؛ فينتقِلُ إلى عصرٍ كانت فيه «بغداد» عاصمةَ التقدُّم، ومنارةَ الفنون.
طاهر الطناحي: أديبٌ وصحفيٌّ وشاعرٌ مِصري، أحدُ الأوائل الذين طوَّعوا الصحافةَ للأدب، فجعلوا من المادةِ الصحفيةِ حُلةً أدبيةً زاهرة. وُلدَ طاهر بن أحمد الطناحي بدمياط عامَ ١٩٠٣م، والتحَقَ بمدرسةِ دارِ العلومِ بعد انتقالِه إلى القاهرة، وعَمِل بعد تخرُّجِه بمجلةِ «المُصوِّر»، ومجلة «كل شيء»، ثم التحَقَ ﺑ «دار الهلال» وعَمِل بها حتى وفاتِه. اتصَلَ الطناحي بأُدباءِ عصرِه، مثلَ مصطفى لطفي المنفلوطي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وكان له جهودٌ كبيرةٌ في استكتابِ كبارِ الأدباءِ بمجلةِ دار الهلال. كما كان له الفضلُ في نشرِ العديدِ من الكُتبِ لكبارِ الأُدباءِ والمفكرين بسلسلةِ «كتاب الهلال»، مثلَ العقاد، ومي زيادة، ومحمد عبده، وأحمد لطفي السيد، ومحمد علي علوبة، وجرجي زيدان. وللطناحي عِدةُ مؤلَّفات، منها: «على ضفاف دجلة والفرات»، و«بين السيف والقلم»، وهما مجموعتانِ قصصيتانِ تُخلِّدانِ أمجادَ العرب، و«على فِراش الموت»، وهو تسجيلٌ للساعاتِ الأخيرةِ لكبارِ الأدباءِ والكُتابِ قبلَ الموت، و«حديقة الأدباء»، و«حياة مطران»، و«ساعات من حياتي». تُوفِّي طاهر الطناحي عامَ ١٩٦٧م.