أحداث هذه الرواية مثيرة وغريبة وربما خيالية، على الرغم مما أكدته «أوركزي» من أنها حقيقية بالفعل! وتعود بنا إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بإحدى مدن فرنسا، وتحكي قصة «سيرل برتراند» رسَّام شاب ذي شخصية جذابة، لم يتعلق فؤاده إلَّا بفتاة واحدة وهي الجميلة الفرنسية «فيرونيك كريستوف»، الابنة المدللة لأغنى رجل أعمال في أوروبا. وقد وقع برتراند في حبها منذ أن رسم صورة لها، ولكنه لم يصرِّح لها بحبِّه، وشاءت الأقدار أن توافق تلك الفتاة على الزواج من أخيه «لويس التاسع عشر» ملك فرنسا غير المتوَّج بعد، وقد جاء الزواج بناءً على رغبة والدته التي طمعت في مال والد الفتاة لأنه سيساعدها في استعادة عرش فرنسا وتتويج ابنها ملكًا. فهل تُرى سيتم الزواج والتتويج في النهاية؟
إيما أوركزي: روائية وكاتبة مسرحيَّة إنجليزية، اشتهرت بأعمالها البوليسية المليئة بالإثارة والمغامرات، لا سيما المسرحية والرواية التي نالت شهرة واسعة «الزهرة الحمراء» التي أتبعتها بسلسلة من الروايات. وُلِدَتِ البارونة إيما ماجدولنا ماريا أوركزي في المجر سنة ١٨٦٥م لأسرة نبيلة؛ فوالدها هو البارون «فيليكس أوركزي»، ووالدتها هي الكونتيسة «إيما واس»، وقد غادر والداها المجر سنة ١٨٦٨م خوفًا من اندلاع ثورة الفلاحين المجريين آنذاك؛ وبذلك عاشت العائلة مرحلة من التنقُّل بين بودابست وبروكسل وباريس، تلقَّت خلالها أوركزي تعليمها الأوَّلِيَّ، حتى استقرت مع أسرتها في لندن عام ١٨٨٠م والتحقت هناك بمدرسة «لندن الغربية للفنون»، ثمَّ مدرسة «هيثرلي للفنون الجميلة». وأثناء دراستها للفنون، التقت أوركزي بفنان إنجليزي شاب، حيث تزوَّجَا سنة ١٨٩٤م، وقد اشتغلت في بادئ الأمر مترجمةً حينًا ورسامةً حينًا آخر لمساعدة زوجها على مواجهة تكاليف الحياة، وكان اتجاهها الأول للكتابة بعد إنجابها طفلها الوحيد سنة ١٨٩٩م، لكن روايتها الأولى التي نشرتها في ذلك الحين «شمعدانات الإمبراطور» لاقت فشلًا ذريعًا، سرعان ما تداركته بنشر سلسلة من القصص البوليسية في «المجلة الملكية»، وحَظِيَتْ روايتها الثانية «في عهد ماري» بقبول أفضل عام ١٩٠١م. أما نقطة التحوُّل البارزة في مسيرتها الأدبية فكانت بعد عامين، حين كتبت مسرحيتها الناجحة «الزهرة الحمراء» والمبنية على واحدة من قصصها القصيرة التي تتحدث عن أرستقراطي إنجليزي اسمه «السير بيرسي بلاكيني»، خاض العديد من المغامرات في سبيل إنقاذ فلول الأرستقراطيين الفرنسيين الذين أجهزت عليهم الثورة الفرنسية، وسِيقَ معظمهم إلى المقصلة. وقد هزت المسرحية مسارح لندن لأربع سنوات متتالية آنذاك، كما تُرجمت وعُرضت في بلدان عدة، وكانت مبيعات سلسلة رواياتها المتصلة بقصة بلاكيني تحطِّم أرقامًا قياسية حول العالم. وقد ألَّفت أوركزي كذلك عددًا من الروايات والمسرحيات الخيالية والتاريخية والرومانتيكية، ويُحسب لها ابتكار عدد من الشخصيات البوليسية في الأدب الإنجليزي، مثل «السيدة مولي». تُوفِّيَت إيما أوركزي في إنجلترا سنة ١٩٤٧م، وما زالت رواياتها تُقرأ وتُشاهد ممثَّلَةً في السينما والمسرح والتلفزيون حتى يومنا هذا.