«ولم تكن الشجرةُ الوحيدة النامية في فناء «فرانسي» من أشجار الصنوبر، ولا من أشجار الشوكران، وإنما كانت أوراقُها مُدبَّبة الطرف تنمو على سُوقٍ خُضرٍ تنتشر من الغصن؛ فتجعل الشجرةَ تبدو للعَيْن كأنها مجموعةٌ من المظلات الخضراء المنبسطة. وقد سمَّاها بعض الناس شجرةَ السماء؛ لأنها كانت تُناضِل حتى يبلغ طولها عَنان السماء، أيًّا ما كان الموضع الذي تسقط فيه بذرتُها.»في مدينة «بروكلين» في بداية القرن العشرين، نُسِجت أحداثُ هذه القصة التي تُرجِمت للغاتٍ عديدة، وصُنِعت منها كوميديا موسيقية وفيلمٌ سينمائي. تروي هذه القصة حياةَ مُؤلِّفتها على لسان البطلة «فرانسي نولان»؛ الفتاةِ الفقيرة التي عاشت في كنَف عائلتها في ظروفٍ بائسة، لكنها لم تَخنع لهذه الظروف، بل صمدت وتَكبَّدت العَناء وكافَحت لتُغيِّر حياتها للأفضل، ولم تسمح يومًا لليأس أن يسكن قلبَها وروحها الباسلَين. وفي خِضَم هذا الصراع كانت الفتاة تراقب كلَّ يومٍ شجرتها الجميلة اليتيمة التي كانت تنمو وحْدَها وسطَ الجمادات والحجارة والنُّفايات، فعانت هي الأخرى نفسَ ظروف الحياة الداكنة، لكنها قرَّرت أن تَصمد وتُزهِر وتنمو لتصل بأغصانها إلى عَنان السماء مثلما نَمَت «فرانسي»، فكانت الفتاة وشجرتها تسيران بنفس الخُطى في الحياة، وقد لَقِيتا أمورًا وأحداثًا غريبة نَتعرَّف عليها معًا في هذه القصة الرائعة.
إليزابيث وينر: الشهيرة ﺑ «بيتي سميث»، كاتبةٌ ومُؤلِّفة أمريكية، وُلِدت في بروكلين عام ١٨٩٦، لأبوَين مُهاجِرَين ألمانيَّين. تزَّوجَت أولَ مرة من «جورج إتش إي سميث»، الذي كان يَدرس المحاماة، وانتقلت معه إلى ميشيجان، وحصلَت على شهادةٍ في القانون من جامعتها، وعلى الرغم من أن «سميث» لم تكن قد أنهَت دراستَها الثانوية، فإن الجامعة سمحَت لها بالتسجيل بها؛ حيث صقلَت مهاراتها في الصحافة والأدب والكتابة بشكلٍ كبير، وحصلت على جائزة هوبوود عن مسرحيةٍ كتبَتها تُعَد نقطةَ تحوُّلٍ مهمة في حياتها الأدبية؛ فدُعِيت لدراسة الدراما في جامعة ييل، حيث كتبَت عدةَ مسرحياتٍ خلال فترة الزمالة التي استمرت عامَين. طُلِّقت من زوجها في ١٩٣٨، وبالرغم من ذلك استمرت في استخدامِ لقب «سميث» طوالَ حياتها المهنية، ثم انتقلَت إلى تشابل هيل بولاية نورث كارولينا، وهناك تَزوَّجت من الكاتب والصحفي «جوزيف جونز» عام ١٩٤٣، وهو العام نفسه الذي كتبَت فيه روايتَها الأكثر رواجًا وبيعًا «شجرة تنمو في بروكلين»؛ فكانت نشأتُها الفقيرة في بروكلين بمثابة إطارِ عملٍ واستلهام لها في هذه الرواية، وعلى إثر هذه الشُّهرة حصلت على مهماتٍ لكتابة مقالات في مجلة نيويورك تايمز. وفي عام ١٩٤٥، أُعيد إنتاجُ الرواية في فيلمٍ سينمائي يحمل الاسمَ نفسَه، من إخراج التركي «إيليا كازان». حصلت «سميث» على العديد من الجوائز والزمالات، مثل زمالة روكفلر، وزمالة نقابة الدراميِّين، ولها العديدُ من الأعمال الروائية، منها: «غدًا سيكون أفضل»، و«فرح في الصباح»، و«ماجي-الآن». تُوفِّيت «سميث» بالالتهاب الرئوي، في ١٧ يناير ١٩٧٢، عن عمرٍ يُناهز ٧٥ عامًا، ودُفنت جنبًا إلى جنب مع زوجها الثالث «روبرت فوريس فينش» في مقبرة تشابل هيل، بولاية نورث كارولينا.