نَشر «جوزيف كونراد» رواية «العميل السري» في عام ١٩٠٧م، وعادةً ما يُنظَر إلى تلك الرواية على أنها العمل الرئيسي في ثلاثية الأعمال السياسية التي نَشرها «كونراد» في هذا الوقت تقريبًا (العملان الآخَران هما «نوسترومو» و«تحت عيونٍ غربية»). «العميل السري» هي واحدة من أولى روايات التجسُّس، وهي مكتوبة بطريقةٍ تتطلَّب تركيزًا كبيرًا من القارئ لفَهم تطوُّرات الحبكة. كتب «كونراد» في ملاحظةٍ عن الرواية أنه كان مُتحمِّسًا لكتابتها بعدما أجرى مُحادَثةً قصيرة مع أحد أصدقائه حول اللاسُلطوية. كان «كونراد» يعتقد أن اللاسُلطوية خَطِرة لأنها تستغلُّ مَيل البشرية إلى التَّوق إلى تدمير نفسها بنفسها. في سياق المُحادَثة، تَذكَّر «كونراد» وصديقُه قصةَ محاولةِ تفجيرِ مرصد جرينتش، وهو عملٌ اعتقد «كونراد» أنه «أحمقُ للغاية بحيث استحال فَهم أصله، سواءٌ بالتفكير المنطقي أو غير المنطقي.» من وجهة نظر «كونراد»، كلُّ ما حقَّقه هذا كان أنَّ رجلًا مات من أجلِ لا شيء، لم يَمُت من أجلِ فكرةٍ أو من أجلِ أي شيءٍ آخر. اقرأ الرواية الشهيرة واستمتِع بأحداثها المثيرة!
جوزيف كونراد: كاتب بريطاني يَنحدِر من أصل بولندي. كتب قصصًا وروايات، كثير منها في مُحيط بحري؛ إذ تصوَّر تجارب الرُّوح البشرية في خضمِّ كون غير عاطِفي وغامض. اعتمد كونراد على خبراتِه الوطنية من بلده الأصلي بولندا وعلى تجاربِه الشخصية في الأسطول التِّجاري الفرنسي والبريطاني في كتابة قصص قصيرة وروايات تَعكِس جوانب من عالم يُهيمِن عليه الأوروبيُّون، وفي الوقت ذاته يتعمَّق في استكشاف النفس البشرية. حَظيَ كونراد بتقدير النُّقاد الأدبيِّين في وقتٍ مُبكِّر، ومنذ ذلك الحين يُنظر إلى أعماله الروائية وغير الروائية على أنها تكاد تكون تنبُّؤية، في ضوء الكوارث الوطنية والدولية اللاحِقة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.