«وقف مرتكزًا على فأسه، وأشار بيده إلى ناحية الشرق، وأخذ يصيح: «هذا الشيطان الذي سلب روح أرضي، بل امتصَّ أرواحنا؛ إنه شيطانٌ وَقِح أخذ مزرعتنا، وظلَّ واقفًا، كأنه يَتحدَّانا، سأحطمه بفأسي، بجسدي».» يروي لنا «هاني السالمي» في صفحات هذا الكتاب بأسلوبٍ سلس وأخَّاذ قصةَ «ماسة»؛ الفتاة الفلسطينية ذات السبع عشرة سَنة، التي تعيش في كنف عائلتها البسيطة في قريةٍ بالقُرب من الجدار العازل الأسود الذي بناه جيش الاحتلال، والتي تحكي فصولًا عن حياتها وعائلتها وكأنها تُطلِعنا على مُذكراتها الشخصية، فتُحدِّثنا عن معيشتهم وأحوالهم، عن ذكرياتهم ولحظاتهم السعيدة، عن مشاعر الحزن والألم والغضب التي تُخيِّم بظلالها عليهم؛ جرَّاء ما يفعله الاحتلال بهم من سلبٍ للأراضي والحُريات والضحكات والآمال البسيطة؛ فحياة «ماسة» بكل تفاصيلها ما هي إلا تجسيد حقيقي للمأساة التي يُعانيها شعبٌ تحت وطأة الاحتلال، لكنها أيضًا تجسيد للمُقاومة وعدم الرضوخ والاستسلام والأمل الذي به قد يتبدَّد هذا الظلام الدامس يومًا.
هاني السالمي: كاتبٌ فلسطيني، تَخرَّج في كلية العلوم جامعة الأزهر عام ٢٠٠٢م، بدأ شغفه بالكتابة مُنذ كان طفلًا، كان يكتب على جدران البيوت ومقاعد الدراسة. حصلت روايته «النُّدبة» على جائزة «عبد المحسن القطان» عام ٢٠٠٧م عن فئة الكُتاب الشباب، ونال الجائزةَ نفسَها عام ٢٠١١م عن روايته «هذا الرصاص أحبه». ومن مؤلفاته الروائية «ماسة»، و«الجنة الثانية»، كما كتب قصصًا للأطفال، منها: «سرُّ الرائحة»، و«حين اختفى وجه هند».