نُشِرت هذه الرواية للكاتب الشهير «جورج أورويل» للمرة الأولى في يونيو عام ١٩٣٩م، قبل وقتٍ قصير للغاية من اندلاع الحرب العالمية الثانية. تحكي الرواية قِصةَ رجلٍ في منتصف العمر ينتمي إلى الطبقة المتوسطة الدنيا، ويعمل مندوبًا في إحدى شركات التأمين، يُدعى «جورج بولينج». بعد حصوله على طقم أسنانه الجديد، بدأ «بولينج» في استرجاعِ ذكريات صِباه، وقرَّر الهروب عائدًا إلى بلدة لوير بينفيلد؛ حيث المنزلُ الذي قضى فيه صِباه بالقرب من نهر التيمز، وكانت تلك بمثابة هدنة لالتقاط الأنفاس. كان يُفكر بين الحين والآخر خلال رحلته في المَخاطر الوشيكة للحرب التي كانت على وشك الاندلاع، قبل أن يُشاهِد مَخاوفه تتحقَّق بسقوطِ قذيفةٍ بالخطأ على بلدته. وقد صُدم من حقيقةِ أنه لم يبقَ شيء هناك كما كان، وأن كل شيء تغيَّر بصورةٍ كبيرة. ترسم الرواية صورةً واضحة لقلقِ ما قبل الحرب، والصراع بين الحنين للماضي والتقدُّم نحو المستقبل؛ وتُعَد ذات طابَع تشاؤمي؛ إذ يتبيَّن من خلالها كيف أن النزعتَين الاستهلاكية والرأسمالية تُدمِّران أفضل ما في الريف الإنجليزي، وأنَّ ثَمة مخاطرَ خارجيةً جديدة كبرى تواجه بريطانيا.
جورج أورويل (١٩٠٣–١٩٥٠): «إريك آرثر بلير» الشهير بالاسم المستعار «جورج أورويل»، هو كاتبٌ وصحفي وناقد إنجليزي شهير، يتميَّز عمله بالذكاء وخِفَّة الظل، والوعي العميق بالظلم الاجتماعي، والإيمان بالاشتراكية الديمقراطية. اشتُهر بروايته الديستوبية «١٩٨٤»، وروايته القصيرة الساخرة «مزرعة الحيوانات»، وقد تجاوزَت نسبةُ مبيعات الروايتَين معًا نسبةَ مبيعات أيِّ كتابَين لأي مؤلِّف آخَر في القرن العشرين. نالت أعمالُه غيرُ الأدبية — ومنها «الطريق إلى رصيف ويجان» — والعديد من المقالات التي كتبها في السياسة والأدب واللغة والثقافة؛ شهرةً واسعة. وقد استمر تأثير «أورويل» في الثقافة المعاصرة، الشعبية والسياسية، حتى بعد عقودٍ من وفاته.