لم يكن السفر إلى الخارج أمرًا عاديًّا وميسورًا كاليوم، حتى في بدايات القرن العشرين؛ فركوب الباخرة لأيامٍ طِوال ظل الوسيلة الوحيدة الممكنة لرؤية أوروبا وسِواها قبل انتشار شركات الطيران التجاري، فكان القيام بهذه الرحلات مغامرةً تستحق أن تُدوَّن أحداثُها ويتناقلها الناس مدهوشين. ويبدو ذلك جليًّا في هذا الكتاب، الذي يقصُّ فيه المؤلف بحماسٍ شديد حكايات تَطوافه بالممالك والدول الأوروبية التي زارها في رحلةٍ صيفية شائقة، رأى فيها طبيعةً خلابة باهرة وآثارًا قديمة من كنائسَ تاريخية وقلاعٍ ضخمة تزخر بالنفائس، فضلًا عمَّا شاهَده في المتاحف الشهيرة وما عايَنه من مظاهر الحضارة هنا وهناك. ويبدو أنها كانت الرحلة الأولى للمؤلف، حيث يبدأ بذكر بعض التعليمات الطريفة (التي قد تبدو بديهيةً اليوم) لمن يعتزم السفر؛ كالحصول على جواز سفر، وحجز مقعد بالباخرة، وشراء ملابس مناسبة، وما شابَهَ ذلك. هي رحلة في التاريخ والزمن نقوم بها لممالك أوروبا برفقة صديقنا المندهش!
عبد الوهاب أبو العيون: لم يُعلم عنه الكثير، سوى أنه كان مُدرسًا بمدرسة «فؤاد الأول» الثانوية.