«الشجاعة والتحدي يتطلَّبان قدرًا من الجنون … تلك هي حكمة الحياة.»إلى متى ستظل سياسة الفصل العنصري باقية؟ وإلى متى سيظل العالَم الأوروبي البرجوازي سيدًا في جنوب أفريقيا؟ تساؤلات كثيرة تُطرَح في ثنايا هذه الرواية البديعة ذات الطابع السياسي العميق لأديبة نوبل «نادين جورديمر»، وقد صِيغت بأسلوبٍ جذَّاب ومشوِّق يحمل الكثير من الأفكار والمعاني، ويمتزج بالكثير من مشاعر الحب والظلم والقهر. تحكي الرواية عن امرأة من أصولٍ أوروبية تزوَّجت رجلًا من بني جنسها في خمسينيات القرن العشرين، وعاشا معًا إلى جانب عائلتَيهما في جنوب أفريقيا، لكنَّ أفكار الزوجَين كانت مغايِرةً لسياسة عائلتَيهما البرجوازيتَين العنصريتَين؛ فهما لم يدَّخرا جهدًا في المطالَبة بأن يحصل جيرانهما الأفارِقة على حريتهم المسلوبة، وأن يتمتَّعوا بالمساواة، وألَّا يُنظَر إليهم نظرة دُونية، وظلَّ الزوجان متمسِّكَين بأفكارهما إلى أن اتَّخذت الأحداث مسارًا غير متوقَّع. تُرى ما الذي حدث؟
نادين جورديمر: كاتبةٌ وناشطة سياسية، اشتهرت بمُناهَضة الفصل العنصري. حصلت على العديد من الجوائز الأدبية، أبرزها جائزة نوبل في الآداب التي نالتها عامَ ١٩٩١م على مُجمَل أعمالها. وُلدت عامَ ١٩٢٣م في جنوب أفريقيا لأبٍ يهوديٍّ ليتوانيٍّ وأمٍّ بريطانية. نشأت «جورديمر» نشأةً دينية مسيحية كاثوليكية؛ حيث تلقَّت تعليمَها الأوَّلي بأحد أديرة بلدتها، والتحقَت بجامعة ويتراترسراند، لكنها لم تُكمِل دراستَها الجامعية، وسافَرت إلى جوهانسبرج وواصَلت كتاباتها الأدبية هناك. بدأت الكتابةَ في التاسعة من عمرها، ونشرَت أولى قصصها في الخامسة عشرة، وكانت قصةً قصيرة للأطفال. شَهِد المجتمع بجنوب أفريقيا في فترة حياتها الكثيرَ من الأزمات، أبرزها التفرقة العنصرية بين العِرقَين الأسود والأبيض، لكنَّ هذه الظروف ساهَمت بشكلٍ كبير في تشكيل هُوِيتها، وتركَت أثرًا جليًّا في كتاباتها. نشرت قصصَها القصيرة في أكثرَ من مجلة أدبية، أبرزها مجلة «نيويوركر»، فضلًا عن أعمالها الروائية العديدة. تناوَلَت في أعمالها القضايا السياسية، والتوتُّرات الأخلاقية والنفسية التي مرَّ بها بلدها المنقسِم عِرقيًّا، وتعرَّضَت بعضُ أعمالها للحظر لسنواتٍ طويلة من قِبَل حكومة جنوب أفريقيا لطابعها السياسي. ومن أشهر أعمالها الروائية: «الأيام الكاذبة»، و«عالَم من الغرباء»، و«أواخر العالَم البرجوازي»، و«أهل يوليو»؛ أمَّا قصصها القصيرة، فمنها: «صوت الثعبان النائم»، و«رفقاء ليفينجستون»، و«شيء ما هناك»، و«جرائم الضمير»، و«ذات مرة»، وغيرها الكثير. تُوفِّيت «نادين جورديمر» في عام ٢٠١٤م عن عمر يناهز ٩٠ عامًا.