«وإن وراء فنِّ المسرح لَعِلمًا؛ فكل ما يجري فوق خشبة المسرح هو في الوقت نفسه تجرِبة وبيان عملي في السيكولوجية التطبيقية، والمتفرِّجون هنا هم الذين تُجرى عليهم التجارب.»يُعَد الفن المسرحي من أهم الفنون الأدبية والتمثيلية؛ وذلك لتجسيده الواقع بصور متعددة، ولاحتكاكه بمشكلات المجتمع، كما أنه ليس فنًّا ارتجاليًّا، بل هو فن قائم على علمٍ ومعارفَ وتجاربَ تبلورت على مر السنين؛ ومن ثَم جاء هذا الكتاب — وهو كتابٌ عمدة في مجال الفن المسرحي — ليضع أُسسَ هذا الفن وقواعده؛ إذ جمَع بين دفَّتَيه جميع فنون المسرح وصناعته وأجهزته الفنية وتشكيلاته الإدارية، معالِجًا الجوانب التي تواجه العمل المسرحي كافة، بدايةً من الفكرة التي تراوِد ذهن المنتِج ودخولها حيِّز التنفيذ، حتى فتح شباك بيع التذاكر لحضور الحفلات؛ ومتطرِّقًا إلى أدق تفاصيل العمل مثل الإضاءة والستائر، مع شرحٍ لأداء الممثِّل المسرحي وحركات جسده على خشبة المسرح. كما أنه لم يكتفِ بالتعاريف والنظريات، بل دعمها بالتطبيق وجلَّاها بالنماذج.
هيننج نيلمز: محامٍ ومخرِج مَسرحي ورِوائي أمريكي. وُلد عام ١٩٠٠م، وتخرَّج في مدرسة بيل للفنون الدرامية؛ حيث درَس على يدِ مُؤسِّسها «جورج ب. بيكر»، وقد أتمَّ دراستَه الجامعية بجامعتَي جورج واشنطون وفرجينيا. عمل مخرِجًا في ثلاثةِ مَسارحَ رئيسية، ودرَّس التمثيلَ وفنَّ الإخراج بالجامعة بولاية بنسلفانيا، وقد عُيِّن لفترة من الوقت رئيسًا لقسم الإلقاء والدراما بكلية ميدليوري بولاية فيرمونت، وفي خلال هذه المدة أخرَج اثنتين وسبعين مسرحية، كما كان عضوًا في المؤتمر القومي للمسرح. له العديدُ من المؤلَّفات المسرحية، نذكر منها: «مبادئ فن التأليف المسرحي»، و«الإضاءة في مسارح الهُواة»، و«اليتيمة». تُوفِّي «هيننج نيلمز» في عام ١٩٨٦م.