يمثِّل الدفاع عن الوجود والمقدسات مبدءًا من أهمِّ المبادئ التي يحيا من أجلها الإنسان؛ فَسِرُّ الوجود يكمن في مقدار ما يستطيع المرء أن يحقِّقه من نجاح في حماية معتقداته الدينيَّة وصيانة سيادته على أراضيه. ولم تكن رواية «ملك النَّوَر» سوى حلقة من حلقات صراع «الأنا والآخر»، والذي ما زال حيًّا ومستمرًّا حتى اليوم، حيث يحكي «ميشيل زيفاكو» حكاية طائفة من الطوائف المهمَّشة في أوروبا وهي طائفة «النَّوَر»، والتي يرغب زعيمها في خلاصها من نِير الذلِّ والاستعباد، فيحتال لذلك في بلاد الهند، ليجني ثمرة حيلته في أوروبا، فهل تُراه يفلح في ذلك؟ وما الصعوبات التي سيواجهها في سبيل تحقيق مبتغاه؟
ميشيل زيفاكو: كاتب ولد في جزيرة كورسيكا الفرنسية. التحق في البداية بمدرسة داخلية، ثم أكمل تعليمه الجامعي فحصل على البكالوريوس عام ١٨٧٨م. أسس مجلة «جيوكس» الأسبوعية، وكان يحمل ميولًا ثورية راديكالية، فكان يكتب في الصحف الثورية المختلفة، ليدعو إلى الثورة ضد الدين في نهاية القرن التاسع عشر، الأمر الذي أدى لسجنه. وبعد خروجه من السجن، اعتزل السياسة وتفرغ للأدب، فأخرج العديد من الروايات. وتوفي بسبب السرطان عام ١٩١٨م مخلفًا وراءه تراثًا أدبيًّا فريدًا من نوعه.