يعودُ «فنيانوس» إلى ضيعتِهِ الدافئةِ بمشاعرِ الحُبِّ بجبلِ لُبنان، بعدَ سنواتٍ قضاها بإحدى دولِ المهجرِ في أمريكا الجنوبية. وكخُطوةٍ في سبيلِ الاستقرار؛ يستعينُ بأقاربِهِ وخوري كنيستِهِ ليساعدوه في العثورِ على زوجةٍ مناسبة. لكنَّ الأمرَ لمْ يكنْ سهلًا كما يبدو؛ فقد كادَ يفقدُ حياتَهُ بعدَ أنْ أعياهُ تناوُلُ أقداحِ النبيذِ والعِرقِ الكثيرة، والتي كان يتناولُها مضطرًّا كواجبٍ للضيافةِ في رحلاتِهِ بحثًا عنْ فتاةٍ في سنِّ الزواجِ ببيوتِ القرية. ويسقطُ مريضًا طريحَ الفراش، ويبدأُ رحلتَهُ الطريفةَ مع وصفاتِ العلاجِ الشعبي، والتي تزيدُ بدَورِها من سوءِ حالتِه. ولكنْ لحسنِ الحظِّ يزورُهُ الطبيبُ في النهاية، ليستكملَ مُجدَّدًا رحلةَ البحثِ عن عروسٍ دونَ أقداحِ النبيذِ هذهِ المرَّة، وإنْ كانتِ المواقفُ الساخرةُ لا تتركُهُ طوالَ رحلاتِهِ البحثيَّةِ عن الزوجةِ المأمولة.
شكري الخوري: صحفي وأديب لبناني. ولد شكري عبد الله الخوري في مدينة «بكفيا» بجبل لبنان لأسرة من الموارنة في سنة ١٨٧٠م. وقد تعلم بها حتى هاجر وهو في السادسة والعشرين من عمره إلى «البرازيل»، حيث استقر بمدينة «سان باولو». أصدر الخوري جريدة «الأصمعي» أثناء إقامته بالبرازيل وظلت تصدر لمدة عام ونصف، ثم انتقل إلى «الأرجنتين» وهناك أصدر جريدة «الصبح» لمدة عام واحد وكانت أولى الجرائد العربية التي تصدر بالأرجنتين. ثم عاد مجددًا للبرازيل، حيث أصدر جريدة «أبو الهول» وظل يكتب بها حتى آخر حياته. بجانب حب الخوري للعمل الصحفي كتب كذلك بعض القصص القصيرة بالعامية، كما ألف بعض الكتب في القضية اللبنانية وانتقد فيها الطائفية والفساد الاجتماعي. وله قصة ساخرة شهيرة «التحفة العامية في قصة فنيانوس»؛ صور فيها أحوال المجتمع اللبناني بشكل فكاهي، كذلك عُين معتمدًا (سفيرًا) للبنان في «سان باولو» في سنة ١٩٢٧م تقديرًا لخدماته لأبناء وطنه من المهاجرين. توفي شكري الخوري في سنة ١٩٣٧م.