تُعَد هذه الرواية باكورةَ أعمال الأديب الإنجليزي الشهير «جورج أورويل»، وقد نُشرت في نيويورك عام ١٩٣٤. تتناول الرواية قضايا شتى، منها السياسية (مثل الإمبريالية والعنصرية)، ومنها النفسية (مثل الشعور بالدونية والاغتراب)، من خلال شخصياتها التي نسجها «أورويل» بعناية، مُسلطًا الضوء على نقاط ضعفها والدوافع وراء تصرفاتها. تدور أحداث الرواية في «بورما» في عشرينيات القرن العشرين، حين كانت خاضعةً لحُكم التاج البريطاني، وتعكس الجانب المظلم لحكم بريطانيا الجائر للبلدان الخاضعة لها آنذاك. وتتنوع الشخصيات ما بين الإنجليز، الذين دَفعَتهم الظروف للعيش بعيدًا عن الوطن، وبين البورميين والهنود، الذين يُعانون من الظلم، والفقر، والجهل، في ظل الاستعمار الأجنبي لبلادهم. وتصف الروايةُ الفسادَ والتعصب الإمبراطوري الذي يَنظر إلى السكان الأصليين على أنهم أدنى منزلةً، مع التركيز على شخصية «جون فلوري»، وهو شخص منعزل فقير واقع بين براثن نظام حُكم يُقوِّض أفضل ما في الطبيعة البشرية.
جورج أورويل (١٩٠٣–١٩٥٠): «إريك آرثر بلير» الشهير بالاسم المستعار «جورج أورويل»، هو كاتبٌ وصحفي وناقد إنجليزي شهير، يتميَّز عمله بالذكاء وخِفَّة الظل، والوعي العميق بالظلم الاجتماعي، والإيمان بالاشتراكية الديمقراطية. اشتُهر بروايته الديستوبية «١٩٨٤»، وروايته القصيرة الساخرة «مزرعة الحيوانات»، وقد تجاوزَت نسبةُ مبيعات الروايتَين معًا نسبةَ مبيعات أيِّ كتابَين لأي مؤلِّف آخَر في القرن العشرين. نالت أعمالُه غيرُ الأدبية — ومنها «الطريق إلى رصيف ويجان» — والعديد من المقالات التي كتبها في السياسة والأدب واللغة والثقافة؛ شهرةً واسعة. وقد استمر تأثير «أورويل» في الثقافة المعاصرة، الشعبية والسياسية، حتى بعد عقودٍ من وفاته.