حريتها هي حياتها عاشت لها، ومن أجلها ضحت بكل شيء، إنها الأميرة التركية الحسناء «چهان»، التي تربت في فرنسا، ثم عادت إلى تركيا عقب إعلان الدستور، فجمعت بين تقاليد الشرق وحضارة الغرب، كان أقصى أمانيها أن تحصل على حريتها، وأن تخرج من دائرة الحريم؛ لذا سعت وراء ذلك، ولم يكن يدور بخلدها أن هذا الأمر سوف يكلفها أغلى ما فى حياتها؛ فقد ضحت بشرفها وخطيبها ولم تبالي؛ فقد كانت الحرية بالنسبة لها أغلى من هذا كله، غير أن الأحداث تتسارع وتخرج الأمور عن السيطرة؛ حينما تفقد الأميرة والدها، تُراها ماذا تفعل حيال حبيبها؟ ذلك الوحش الأشقر الذي سلبها كل شيء ولم يعطها أي شيء.
أمين الريحاني: مفكر وأديب، وروائي ومؤرخ ورحَّالة، ورسَّام كاريكاتير لبناني. يُعَد من أكابر دُعاة الإصلاح الاجتماعي وعمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الوطن العربي. سُمِّي ﺑ «الريحاني» لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله. كتب «الريحاني» في العديد من الأجناس الأدبية، كالشعر والرواية والمقال والمسرح والسِّيَر والرحلات والنقد، كما ألَّف في العديد من الحقول المعرفية الأخرى، كالفلسفة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا، ومارَس الرسم والتمثيل. وقد كانت ﻟ «الريحاني» سِيرة نضالية لم يدَّخِر فيها جهدًا في توظيف معرفته الموسوعية ضد الاحتلال الفرنسي، والسعي نحو استقلال لبنان. وقد ظل على دَرْبه المعرفي والنضالي حتى توفَّاه الله عام ١٩٤٠م، بعد أن ترك إرثًا أدبيًّا وعلميًّا ضخمًا.