ينتمي هذا الكتاب إلى أدب الرحلات، يسجِّل فيه المستكشِف «روبرت بايرون» رحلتَه التي استمرَّت عشرة أشهر، بصحبة صديقه «كريستوفر سايكس»، إلى بلاد «فارس» و«أفغانستان»، عن طريق «القدس» ثم «دمشق» و«بغداد»، بحثًا عن أصول العمارة الإسلامية. كانت وجهته الرئيسية هي «أوكسيانا»، وهي المنطقة المحيطة بنهر «أوكسوس»؛ الاسمِ القديم لنهر «آموداريا» الذي كان يشكِّل جزءًا من الحدود بين «أفغانستان» و«الاتحاد السوفييتي» آنذاك.يعكس هذا الكتاب عصرَه من حيث الأسلوب والمحتوى اللذان يستعين بهما «بايرون» ليقدِّم لنا صورةً حية لبلاد «فارس» و«أفغانستان» القديمة، بما تمتلكان من سِحر الطبيعة والتاريخ والفن. وبالإضافة إلى قِيمته الترفيهية، يُعَد الكِتاب سردًا نادرًا للكنوز المعمارية في منطقةٍ يتعذَّر الآن على معظم الرحَّالة الغربيين الوصولُ إليها. ويَلقى الكتابُ تقديرًا واسعَ النطاق باعتباره أعظمَ كتب أدب الرحلات التي صدَرت في فترةِ ما قبل الحرب العالمية الثانية.
روبرت بايرون: كاتبُ رحلاتٍ بريطاني، وناقدٌ فني، ومؤرِّخ. وُلِدَ سنة ١٩٠٥ وتلقَّى تعليمه في كلية إيتون وميرتون، بأكسفورد. يرجع تاريخُ رحلته الأولى إلى إيطاليا إلى سنة ١٩٢٣، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره. تُوفي سنة ١٩٤١، أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما نُسِفَت السفينةَ التي كان على متنِها في طريقه إلى مصر بالطوربيدات.