ترتبط الرحلة بتاريخ الإنسان منذ أقدم العصور؛ حيث إن أُولَى الرحلات التي قام بها الإنسانُ هي رحلة «آدم» من بساتين الجنة إلى سطح الأرض. ويُعَدُّ أدبُ الرحلاتِ الوسيلةَ الأسرع والأرخص التي يمكن من خلالها أن نجوب العالم دونما أن نحرك ساكنًا، كما يمتاز بأنه يرصد كلَّ ما نحتاجه من معلومات؛ حيث يقوم السائح بتسجيل مشاهداته وتحليلاته الدقيقة لكلِّ ما يراه. ويعرض لنا «محمد ثابت» رحلته التي قام بها من شمال أفريقيا إلى أمريكا الشمالية مارًّا بأمريكا الجنوبية؛ راصدًا مشاهداته وملاحظاته التي حلَّلَ فيها آثار الثقافة العربية والاستعمار الغربي في هذه المجتمعات. كما سجَّلَ المؤلف إعجابَه بالحضارة الغربية متمنيًا أن يصل العربُ إلى ما وصلَتْ إليه هذه المجتمعات من تقدُّمٍ.
محمد ثابت: رحَّالة مِصرِي، يعشق السفر والرحلات، ومُلهَم بالجغرافيا، اشتغل بالتعليم في بعض المدارس الثانوية بمصر، وعُيِّن مُراقبًا للنشاط الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم، ودرَّس العلوم الاجتماعية في إحدى الكليات. اعتاد محمد ثابت أن يقوم برحلة كبيرة في صيف كل سنة، يُدوِّن فيها مشاهداته في البلاد التي يرتحل إليها، وأكثر كُتبه كانت في أدب الرحلات، ومن أمثلتها: «جولة في ربوع أستراليا»، و«جولة في ربوع الشرق الأدنى»، و«رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها»، و«جولة في ربوع آسيا». وقد تُوفِّي ثابت سنة ١٩٥٨م، على أثر إصابته بنزيفٍ في المُخ.