«استيقظ زيتون وكاثي متأخرَين، بعد الثامنة. وعندما أدارا التليفزيون شاهدا مايكل براون، مديرَ الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وهو يخبر جميعَ سكان مدينة نيو أورلينز بأن عليهم أن يرحلوا في أقربِ وقتٍ مُستطاع، والاتجاهَ داخل البلاد بأقصى سرعة مُمكِنة … وقالت كاثي: أظن أن علينا أن نرحل يا حبيبي. وقال زيتون: ارحلوا أنتم، وسأبقى أنا.»شغلت قضيةُ المهاجِر السوري «عبد الرحمن زيتون» الرأيَ العام الأمريكي عَقِب إعصار كاترينا؛ فهو مُقاوِل سوري تزوَّج امرأة أمريكية، وأنجب منها ثلاثَ بنات، وفي بداية إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة عام ٢٠٠٥م، رفض مغادَرة نيو أورلينز مفضِّلًا البقاءَ لمساعدة السكان، فأخذ قاربه الصغير وظل لمدة ستة أيام ينقذ المُحاصَرين في الطوابق العليا، ويُقدِّم لهم المساعَدات الإنسانية، لكن الشرطة الأمريكية اعتقلته، واتَّهمته بالإرهاب والانتماء إلى تنظيم القاعدة، وظلَّ مدةً في السجون الأمريكية. كانت هذه القضية مادة مثيرة دفعت الكاتب الأمريكي «دايف إيجرز» إلى كتابةِ روايته، والتي تناول فيها حياة «عبد الرحمن زيتون»، لتسليط الضوء على تفاصيل الحياة التي أخرَجت شخصيةً بطولية مثله، وفي سبيل ذلك سافَر إلى سوريا للبحث عن أسرته لتكتمل رؤيتُه الإنسانية عنه.
دايف إيجرز: كاتب وناشر وروائي أمريكي شهير، ومن أهم أعماله رواية «زيتون». وُلد بولاية بوسطن الأمريكية عام ١٩٧٠م، درس الصحافة في جامعة إلينوي، ثم عمل بالصحافة والنشر، وأسَّس مجلة «سالون»، بالإضافة إلى العديد من المقالات في المجلات والصُّحف الأمريكية. صدر كتابه الأول A Heartbreaking Work of Staggering Genius عام ٢٠٠٠م، وهو عبارة عن مذكرات يروي فيها معاناته أثناء تربية أخيه بعد وفاة والدَيهما، وقد حقَّق الكتاب نجاحًا كبيرًا فور صدوره، وسُجِّل ضمن أعلى الكتب مبيعًا في قائمة «نيويورك تايمز». حصل على العديد من الجوائز، منها «جائزة إديسون ميتكالف» من الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، و«جائزة لوس أنجلوس للكتاب»، والدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة براون.