هذا الديوان هو بحق شعلة تتَّقدُ لتشملَ بجذوتها الشعرية كل أفانين الحياة؛ فموضوعاته تتسم بالتنوع الذي يُجْمِلُ معاني الحياة الروحية، والاجتماعية، والوطنية، كما يضم بين طياته الشعر الوجداني، والشعر الوصفي الخالص في صورة ومضاتٍ شعرية تتوحد فيها لغة الشعر؛ لتعبر عن ثورة روحية في نفس الشاعر أفضت إلى ديوانٍ شعريٍ متنوعٍ زاخر. فلغة الشاعر في هذا الديوان أقرب إلى لغة الفيلسوف، فكما أن الفيلسوف يتخذ من التأمل في الأشياء وسيلةً لرصد الحقائق التي تُفصح عن ماهية الموجودات؛ كذلك يتخذ الشاعر من تجليات الخواطر الشعرية وسيلةً للتعبير عن صور الحياة في مختلف أثوابها.
أحمد زكي أبو شادي: شاعِرٌ وطَبِيبٌ مِصري، وعَلَمٌ من أَعلامِ مَدرسةِ المَهجَرِ الشِّعريَّة، ورائِدُ حَركةِ التَّجديدِ في الشِّعرِ العربيِّ الحَدِيث، وإليه يُعزَى تَأسيسُ مَدرسةِ «أَبولُّو» الشِّعريةِ التي ضَمَّتْ شُعراءَ الرُّومانسيَّةِ في العَصرِ الحدِيث. خلَّفَ للميدانِ الأدبيِّ إِرثًا أدبيًّا ضَخمًا، وصدرَ لهُ عددٌ كبيرٌ مِنَ الدَّواوِين، مِنها: «الشَّفَق الباكِي»، و«أَشِعة الظِّلال»، و«فوقَ العُباب». ولهُ مُؤلَّفاتٌ مَسرحيةٌ تَمثيلية، مِنها: «مَسْرحية الآلِهة»، و«إخناتون»، و«فِرعَون مِصر». وقدْ وافَتْه المَنِيَّةُ في واشنطن عامَ ١٩٥٥م.