يَعُدُّ النُّقَّاد ديوان «أنشودة المطر» للشاعر العراقي «بدر شاكر السياب» من أهم دواوينه التي أحدثت نقلة في الشعر الحر، الذي يُعَدُّ السياب من رواده الأوائل. والسياب صاحب أسلوب شعري مميَّز لا يتحرَّج من استخدام بعض الألفاظ الدارجة والمستمَدَّة من الثقافة الشعبية؛ الأمر الذي يعكس حُبَّه الذي يقترب من الوَلَه لبيئته العراقية، خاصة قريته الأثيرة «جيكور» التي طالما تغنى باسمها في قصائده. كما يميل بشدة للمدرسة الرمزية، حيث يعبر بألفاظ موحية عن معانٍ كبرى؛ الأمر الذي نجده واضحًا في قصيدته «أنشودة المطر»، فالمطر يعكس حزنه كالقطرات المتساقطة التي تبدو كدموع تُهْرَقُ على وطنه «العراق»، الذي تلاعب المستعمر بمستقبل أبنائه ومُقَدَّرَاتِ بلدهم، وترك لهم الفقر والصراعات الدموية.
بدر شاكر السياب: شاعِرٌ عِراقِي، يُعَدُّ واحِدًا مِن أشْهَرِ الشُّعَراءِ العَربِ فِي العَصرِ الحَدِيث، ساهَمَ بالاشْتِراكِ معَ كِبارِ الشُّعَراءِ مِن أَمْثال: «صلاح عبد الصبور»، و«أمل دنقل»، و«لميعة عباس عمارة»، وغَيرِهِم فِي تَأْسِيسِ مَدْرسةِ «الشِّعْر الحُر». لهُ العَدِيدُ مِنَ القَصائِدِ والمَجْموعاتِ الشِّعْريةِ الَّتي تَميَّزتْ بالتَّدفُّقِ الشِّعْريِّ والتَّمرُّدِ عَلى الشَّكلِ التَّقلِيديِّ للقَصِيدة، صدَرَ مِنْها: «أَزْهارٌ ذابِلة»، و«أَساطِير»، و«المُومِس العَمْياء»، و«الأَسْلِحة والأَطْفال»، وغَيْرُها. وإِلى جانِبِ أَشْعارِه أَسْهَمَ «السياب» فِي تَرْجَمةِ الكَثِيرِ مِنَ الأَعْمالِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ العالَميَّة، وقَدْ أَصْدرَ مَجْموعةَ تَرْجَماتِه عامَ ١٩٥٥م في كِتابٍ سمَّاه: «قَصائِد مُخْتارة مِنَ الشِّعْر العالَمِي الحَدِيث». فارَقَ «بدر شاكر السياب» الحَياةَ عامَ ١٩٦٤م، إثْرَ إِصابتِهِ بمَرضٍ شَدِيدٍ ظلَّ يُصارِعُه لسَنَواتٍ عَدِيدة.