الدَّادائية والسِّريالية حركتان من أكثر الحركات الفنية غرابةً وتأثيرًا في القرن العشرين. وما ارتبط بهاتين الحركتين الطليعيتين من فنٍّ وشِعْر، أبدعتهما شخصياتٌ بارزةٌ على غرار أندريه بريتون ومارسيل دوشامب وماكس إرنست وجون هارتفيلد وخوان ميرو وسلفادور دالي؛ يتراوح بين اللاعقلانية المفرِطة والفكاهة والاستفزاز الفوضويين. يُنظَر إلى الدَّادائية بوصفها حركةً مُتمرِّدةً وصِدامية، بينما يُنظَر إلى السِّريالية بوصفها مناوِئةً للبرجوازية في روحها بالمثل، ولكنها أكثر انغماسًا فيما هو غريبٌ وعجيب، ومعروف عن كلتا الحركتين تركيزهما على موضوعات الجنس والهُوِيَّة والفتيشية والأساليب الصادمة. ويُقدِّم هذا الكتابُ من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» تاريخًا مُوجَزًا ومُسلِّيًا للدَّادائية والسِّريالية، ويسردُ كلَّ السِّمات المُميِّزة لهاتين الحركتين الفنيتين، ويكشفُ النِّقابَ عمَّا كان لهما من تأثيرٍ هائلٍ على الفنِّ المُعاصِر.
ديفيد هوبكنز: أستاذٌ بقسم تاريخ الفن بجامعة جلاسجو، ومؤلف الكتاب الشهير: «ما بعد الفن الحديث: ١٩٤٥-٢٠٠٠». من أعماله السابقة: «مارسيل دوشامب وماكس إرنست: مشاركة العروس».