من الشعراء من يُنادي في الناس: «أنا شاعر، هلمُّوا إليَّ»، ومنهم من يتنادى الناس إلى شعره وإن لم يَحُز بينهم شهرةً في حياته، وهذه حالُ «إسماعيل صبري» (أبو أميمة). التشابه بين اسمه وبين اسم شاعر مدرسة الإحياء الشهير «إسماعيل صبري باشا» وتزامُن حياتهما في رَدَحٍ منها، لم يمنحا هذا الشاعر الشهرة التي يستحقها، إلا أنهما لم يُنقِصا من قدره بوصفه شاعرًا وأديبًا وفنانًا متعدِّدَ المواهب، يفيض شعره عاطفةً يهتز لها الوجدان. جُمع ديوانه هذا ونُشر بعد وفاته، متضمِّنًا أربع مجموعات من القصائد: «الكونيات»، وتضم قصيدتين كُبريين ملحميَّتين نونية وهمزية سُمِّي على إثرهما «شاعر الكونيات»، المجموعة الثانية اجتماعية تنتمي إلى شعر المناسبات؛ يرثي ويهجو ويمدح ويهنِّئ ويتغزل ويرسل الرسائل الشعرية في حب الوطن، الثالثة «غزل الأغاني»، وهي قصائد مغنَّاة رقيقة تَغنَّى بها مشاهير مطربي عصره، الرابعة أوبريتات وأناشيد مدرسية، ويلحق الديوان مسرحية من ترجمته تحت عنوان «ربيبة الكوخ».
إسماعيل صبري: شاعر مصري تغنَّى بقصائده كبار المطربين والمطربات في مصر. هو «إسماعيل بن صبري المصري» ولقبه «أبو أميمة» من مواليد عام ١٨٨٦م، وعُرف أيضًا باسم «إسماعيل صبري الصغير» الذي أُطلِق عليه للتمييز بينه وبين معاصره الشاعر «إسماعيل صبري باشا». كتب «إسماعيل صبري» مجموعة كبيرة من الأشعار وصلت إلى ما يقارب مائة وثلاثين قصيدة، وكان يكتب الأغاني أيضًا ولحَّن بعضَها بنفسه، وقد تغنَّى بها كبار المطربين المصريين. كما كتب مجموعة من المسرحيات الشعبية وكان متفرغًا للكتابة ومنقطعًا لها. صدر له ديوان شعر تضمَّن ملحمة همزية في سبعٍ وعشرين صفحة. وقد توفي عام ١٩٥٣م.