«أحبك يا مي حتى الجنون،أحبك حبًّا يَفُوق الظنون،فهل تعلمين؟أحبك … هذا كلامٌ مُعاد،وما كان يومًا يُؤدِّي المُراد،ولكن أحبك … كيف العمل؟أحبك … والحب غير الغزَل،فهل تشعرين؟»ديوانٌ مُترجَم عن الفرنسية للشاعر الكبير «بول جيرالدي»، نقَله إلى العربية نظمًا الشاعرُ «نِقولا فياض» بأسلوبٍ مميز؛ حيث حافَظ على مَقصدِ الشاعر والإحساسِ الذي اعتراه حين نظَم هذه الأبيات. يُعَد هذا الديوانُ من أهم مُؤلَّفات الشاعر «بول جيرالدي»، وتَتنوَّع موضوعاتُ قصائده بين الحب والشَّجَن والحنين، وكل مُفردة يَغلب عليها الطابعُ الرقيق لأسلوب «جيرالدي»، لغتُه مُعاصرة وبسيطة وتُعبِّر عن معانٍ عميقة ورقيقة، مثال ذلك قصيدة «كآبة» التي يُظهِر فيها الشاعرُ حنينَه إلى الماضي وإلى حبيبته، ويُذكِّرها بأيامٍ مضَت لهما معًا، وأصبحت مجرد ذِكرى في بعض الصور. وقصيدة «صدفة» التي يَشكر فيها القدَر الذي جمَعه بحبيبته؛ ويصف فيها إحساسَه حين رآها. الديوان شاعريٌّ لطيف يعكس رِقةَ إحساسِ الشاعر، وتمكُّنَ المترجِم من اللغةِ ونقلِ المعنى والإحساس في أبياتٍ منظومة.
بول جيرالدي: شاعر وكاتب مسرحي فرنسي، كرَّس شعرَه للحب فلُقِّب ﺑ «شاعر المرأة». وُلد «بول جيرالدي» في ٦ مارس ١٨٨٥م، في مدينة باريس بفرنسا. بدأ «جيرالدي» في كتابة الشِّعر مبكرًا، فأصدَر أولَ مجموعةٍ شعرية له بعنوان «الأرواح الصغيرة» عام ١٩٠٨م، ثم نشَر مجموعتَه الثانية «أنا وأنت» عام ١٩١٢م، التي نال على إثرها نجاحًا شعبيًّا كبيرًا. لم يقتصر الإبداعُ الأدبي عنده على كتابة الشِّعر، بل ترَك بصمةً واضحة في كتابةِ فن المسرحية؛ فقد اتَّسم مسرحُه بإبراز العلاقات الأسرية في فترةِ ما بين الحربَين. وقد تُوفِّي «جيرالدي» في ١٠ مارس ١٩٨٣م.