«قَدَري أنْ أغوتنا التفاحة، ذنبي أنْ ذُقْنا فيها شبَقَ العصيان، فظَلِلنا نَجرَعُ منها أبدًا نَهرَ الحرمان، أوَليسَت كلُّ ثمارِ وصخرِ وقهرِ الأرض، وكلُّ دماءِ الناس … عصيرَ التفاحة؟» بمَنحًى مختلفٍ عن جُل الشعراء، سلَكَ الشاعر الدكتور «محمد محسن» دَربًا من النَّظم صعبَ الانقياد، وكأنه ابتكر لغةً جديدة غيرَ التي نسمع ونقرأ، لكنها تقع من الذهن والقلب موضعَ الأساس من البناء، فإذا بألفاظه مُعجَمية، وأسلوبه عَصريٌّ فريد، كأنه صانعُ عرائسَ حاكَ عرائسَه بدقةٍ وابتكار. وهذا الديوان؛ «انعتاقٌ إلى القيود»، يضمُّ أكثرَ من عشرين قصيدة من شِعر الفصحى، وعبَّر فيه عن حالاتِ حُبٍّ وشوقٍ وحنين، لحبيبٍ أو صديقٍ أو مكان، وقد تَلمحُ في شعره فلسفةً خاصة بالحياة والإنسان وأقداره، أو بالحب ومَراميه وأسبابه، أو بالنفس وما يؤثِّر فيها وما تُعانيه.
محمد محسن: شاعرٌ وطبيب مِصري، وعضوُ اتحادِ الكُتاب المصريين، وهو صاحبُ أسلوبٍ فريد في مزجِ الشِّعر بالطب في لغةٍ راقية، وصاحبُ بصمةٍ أدبية في جيله. وُلد «محمد محمد محسن» في محافظة كفر الشيخ عام ١٩٥٣م، وتخرَّج في كلية الطب جامعة الإسكندرية، وعمل طبيبًا حتى وفاته. بدأ نبوغُ «محمد محسن» الشِّعري في مرحلة الثانوية، ونشر العديدَ من قصائده بالصحف المصرية، وتأثَّرَ في بداية مشواره بالشاعر «إبراهيم دقينش» والشاعر «عبد العليم القباني». للشاعر «محمد محسن» العديدُ من الدواوين، مثل: «انعتاقٌ إلى القيود»، و«ليالي العنقاء»، و«أغلى حبيباتي»، بالإضافة إلى العديد من المشارَكات في المجلات الأدبية المصرية والعربية. تُوفِّي الشاعر «محمد محمد محسن» عامَ ٢٠٠٩م.