يُقدِّم لنا الشاعر وصفًا صادقًا عن اللوعة التي تُثيرها ذكرياتُ الصِّبا والشباب، وما كان بها من أحلامٍ شديدةِ المثالية، وعواطفَ مُلتهبةٍ لا تخلو من نزَقٍ واندفاع، وتفتقر إلى النُّضج والحكمة التي تُقدِّمها لنا الأيام. وأكثر ما يثير لوعتَنا في هذه الذكريات هو المسرَّات البسيطة التي كانت بها؛ تلك المسرَّات التي حَملَت جَمال التجرِبة، ولذَّة التحدي، وكسر القيود؛ حيث اكتشفنا ذواتنا والدنيا من حولنا. يحكي لنا الشاعرُ هنا عن مشاعره حين تَعرَّض لغدر حبيبته فانفطر قلبه، وظنَّ أن لا يمكن لحياته أن تستمرَّ من دونها. ويقصُّ علينا كذلك تجرِبةَ ذهابه إلى المسرح لأول مرة، وكيف أدار الإبداعُ الفني رأسَه، بالإضافة إلى عِدة قصائدَ من شِعر المناسبات التي نظَمها خلل شبابه.
إبراهيم زيدان: أَدِيبٌ لبنانِي، شَقِيقُ المُؤرِّخِ والأَدِيبِ وعالِمِ اللُّغَويَّاتِ الشَّهِيرِ جرجي زيدان. وُلِدَ «إبراهيم حبيب زيدان» عامَ ١٨٧٩م ببيروت ونَشأَ بِها، ثُمَّ لحِقَ بأَخِيهِ إِلى القاهِرة. مِن أشْهَرِ أَعْمالِهِ المُستظَرَفاتُ مِنَ النَّوادِر؛ ﻛ «نَوادِر الكِرَام» و«نَوادِر العُشَّاق» و«النَّوادِر المُطرِبة». تُوُفِّي بالقاهرةِ عامَ ١٩٥٦م.