بأسلوبٍ أدبي سَلِس، وبفكرٍ موسوعي، وبمنهجٍ شديد الصرامة، وبعد مِائتَي سنة من كتابات الآباء المؤسِّسين لعلم الاقتصاد السياسي؛ يفتح المؤلِّف العديد من الملفات المَطوية في علم الاقتصاد السياسي؛ فهو يرفض — ابتداءً من وَحدة المعرفة الإنسانية — كلَّ ما هو مُعطًى في هذا العلم؛ ومن ثَمَّ ينقد نصوصَ رجاله المؤسِّسين وتُراثَهم، باحثًا في التاريخ الموازي، والمسكوت عنه، لظواهر الإنتاج والتوزيع على الصعيد الاجتماعي، منقِّبًا في التاريخِ الحضاري والإنساني، لا التاريخِ الأوروبي الذي اتَّخذته أوروبا أساسًا لتاريخ البشر ومِقياسًا لتطوُّرهم. وهو على هذا النحو يُعيد طرح أُسس علم الاقتصاد السياسي ونظرياته بموضوعيةٍ علمية، تجعل من الكتاب ثورةً علمية حقيقية، تتجاوز الأفكارَ السائدة والمفاهيمَ المهيمنة تحت تأثير المركزية الأوروبية، وتفتح الباب أمام الإبداع الفكري العربي في حقل العلم الاقتصادي.
محمد عادل زكي: مفكِّر مصري يُعَد من أبرز مجدِّدي علم الاقتصاد السياسي في العالم العربي، ومؤسِّس مدرسة الإسكندرية كتيارٍ فكري هدفه إحياءُ الاقتصاد السياسي بصفته علمًا اجتماعيًّا، وإعادةُ النظر في مسلَّماته ونظرياته. من أهم مُساهَماته نقدُه الحاسم لنظرية التبادل غير المتكافئ، وتصحيح مقياس القيمة بعد أكثر من مِائتَي سنة من كتابات «ماركس». وتُعَد نظريته في تسرُّب القيمة على الصعيد العالمي من النظريات المهمة في تفسير تخلُّف بلدان العالم الثالث. وُلِد «محمد عادل زكي» في حي الإبراهيمية بمحافظة الإسكندرية في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام ١٩٧٢م، والتحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وتخرَّج فيها عام ١٩٩٢م، وعمل بالمحاماة. من أهم مؤلَّفاته: «مبادئ الاقتصاد السياسي»، و«التبعية مقياس التخلُّف»، و«روَّاد الفكر الاقتصادي»، و«اقتصادات تنزف عرقًا»، «الاقتصاد السياسي للتخلف»، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث المنشورة في دوريات علمية محكَّمة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.